Search This Blog

Thursday, July 17, 2008

le discours de Sayyed Nasrallah

تحدث الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله في احتفال الاسرى العائدين (عملية الرضوان) الى الحرية في ملعب الراية ومما قاله في هذه المناسبة:

أيها الحفل الكريم ... السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته
أهلا بسمير وماهر وخضر وحسين ومحمد وأهلا بالشهداء الأطهار الذين سنستقبلهم غدا كما استقبلنا الأطهار الأحياء اليوم, أهلا بالشهداء الأطهار من لبنانيين وفلسطينيين وعرب مفخرة هذه الأمة, في 12 تموز 2006 قامت ثلة من المجاهدين في المقاومة بتنفيذ عملية اسر جنديين إسرائيليين من اجل تحرير البقية الصابرة من الأسرى في السجون الصهيونية وفي مقدمهم عميد الأسرى اللبنانيين والعرب سمير القنطار , في 16 تموز 2008 يعود سمير وقد سبقه الى الحرية نسيم نسر, يعود سمير ومعه الأخوة الذين قاتلوا من اجل حريته الأحياء منهم الجالسين في جواره والشهداء الذين نستقبلهم غدا, هل هي الصدفة أن ينجز الوعد وان يتحقق الحلم في تموز في نفس الأيام؟ أم هي مشيئة الله الحاكمة وإرادته المسيطرة والمتصرفة في كل شيء؟
كل يفسر على شاكلته وطبق إيمانه ولكن على كل حال في التوقيت أيضا عبرة وعظة ودلالات لمن يتعظ ويعتبر ويدرس, كيف وصلنا الى هذه النتيجة والتي كانت تبدو في بعض مراحل الطريق أنها مستحيلة أو بعيدة جدا؟ العامل الأكبر والأساسي أيها الأخوة والأخوات الذي أوصلنا الى إنجاز اليوم والذي سمّيناه بحق عملية الرضوان, العامل الأكبر والأساسي هو الصمود والانتصار في مواجهة عدوان تموز 2006 وفشل العدو في تحقيق أي من أهدافه والتداعيات الكبرى لهذه الهزيمة على هذا الكيان وقيادته وجيشه وشعبه.
يعني لو هزمنا في تموز 2006 لما عاد سمير وإخوانه والشهداء ولضاع لبنان وكل المنطقة ودخلت في متاهة الشرق الأوسط الجديد الاميركي الصهيوني. حتى في البدايات عندما تولى دولة الرئيس الأخ نبيه بري مفاوضات التبادل وتعرّض في الأيام الأولى وفي ظل الحرب للكثير من الضغوط، وهو الذي كان شريكا كاملا في قيادة تلك المرحلة من الصراع، كان العالم لا يريد أن يصغي لشروط لبنان ولا لكلام لبنان. وإنما الكلام الوحيد الذي كان يتردد على السنة الوفود وعلى السنة العالم عليكم أن تطلقوا الجنديين الإسرائيليين بلا قيد وبلا شرط.
الصمود والانتصار جعل لبنان وجعل المقاومة وجعلنا جميعا نقف على ارض صلبة لمواصلة عملية تحرير أسرانا وشهدائنا، وهنا يجب ان نستحضر أولئك الذين قاتلوا في تلك المعركة في موقع القيادة وفي موقع الشهادة وفي موقع الجراح وفي موقع التحدي وفي الخطوط الأمامية، ونستذكر أول ما نستذكر قائدهم الفذ والعبقري والطاهر والحبيب الحاج عماد مغنية (رضوان الله تعالى عليه) ونستذكر شعبنا الأبي ووقفته الشجاعة والتاريخية واحتضانه لبعضه في كل طوائفه ومناطقه، نستذكر مواقع العز في بعض مواقع السلطة, ونستذكر عذابات الناس وصبر الناس من أصحاب البيوت المدمرة والمحال المهدمة والأرزاق المحروقة والمهجرين من المئات والآلاف من المهجرين الذين باتوا في العراء 33 يوما دون أن ينطقوا بكلمة فيها تردد أو ضعف ووهن، هذا الصمود هذا الانتصار هو العامل الأول والأساسي الذي ساهم في تحقيق هذا الإنجاز وهذا النصر .
والأمر الثاني، المفاوضات الصعبة والشاقة والتي كان لنا فيها عدة عوامل مساعدة أولا: عجز العدو من استعادة الجنديين من دون تفاوض وهذا كان واضح من خلال نتيجة الحرب, انتهت الحرب والإسرائيلي يعلم انه لن يستعيد جنوده إلا من خلال التفاوض وليس هناك وسيلة أخرى.
الأمر الثاني: عجز العدو الأمني والاستخباري ليس فقط عن معرفة مكانهما بل حتى عن معرفة مصيرهما، لو انكشف لخلل أو خطا في التكتيك أو في الأداء أو في إدارة المفاوضات مصير الجنديين لأخذ التفاوض مسارا آخر, وهذه كانت من نقاط قوة هذا التفاوض.
والأمر الثالث وهو على درجة عالية جدا من الأهمية، خشية العدو من أن يعلن فشل المفاوضات أو أن يوصل المفاوضات الى الفشل, خشيته من أن يؤدي ذلك الى قيام المقاومة في لبنان بعملية اسر جديدة.
إذن لم تكن العوامل الضاغطة على العدو الإسرائيلي فقط عوامل إنسانية, هناك عوامل العجز عن انقاذ الجنديين، وعوامل العجز عن المعرفة والاستخبار، والخشية من المقاومة التي يعلم حق اليقين أنها وعدت وستفي بوعدها، فلو كان ما في أيديها لا يكفي ليعود سمير وإخوانه، قطعا كانت ستذهب لتفعل ما يعيد سمير وإخوانه.
وهذا الأمر كان واضحا في نقاشات الإسرائيليين، وكان حاضرا في مجلس وزراء العدو عندما صوتت الأغلبية الساحقة، بل قام الإسرائيليون يتنادمون ويتلاومون وهم الذين عطّلوا فرصة تحرير سمير ونسيم ويحيى في عام ألفين وأربعة نتيجة المزايدات الداخلية بين نتنياهو وشارون، وقلنا لهم في استقبال الأسرى المحررين عام 2004: انتم احتفظتم بسمير القنطار وستندمون وقد ندموا بالفعل, هم يعلمون ان المفاوضات لو لم تؤدّ إلى النتيجة الحالية، سوف تدفع الأوضاع إلى المكان الذي لا اعتقد أن إسرائيل مستعدة له على الإطلاق.
هذه عوامل أساسية، وأضيف إليها أمراً رابعا وهو صمود سمير القنطار وثباته وصلابته ومواقفه الراسخة التي كان يعلنها بوسائله من داخل السجن وهو الذي لم يضغط علينا طوال شهور التفاوض لنستعجل الإنجاز والنتيجة، وإنما كان يعطينا الوقت لنحقق أفضل نتيجة ممكنة لبقية الأخوة, كذلك صمود بقية الأسرى, هؤلاء الأخوة المقاومون المقاتلون المجاهدون، كنا ننظر إليهم في التلفزيون في جلسات المحاكمات الشكلية وأنا أقول للشباب أنا كنت استمع إلى كلماتكم, في آخر مرّة عندما سئل أحدكم وقال عندما سئل أنكم إذا أمركم فلان ان تقاتلوا من جديد هل تقاتلون من جديد فأجاب: لو شاهدنا فلان يدخل في غمار البحر لخضناه معه دون ان يطلب منا ذلك.
هذه الكلمات جعلت عيناي تذرفان بدمع الشوق والحب لهؤلاء المجاهدين الذين لا تغيرهم الزنازين ولا سياط الجلادين. وكذلك عائلات الأسرى وعائلات الشهداء العائلات الشريفة والصابرة المحتسبة التي كانت تمحضنا الثقة واليقين وبالتالي كانت تسلّم وتساعد وتعين على أن تأخذ الأمور مسارها الطبيعي لنصل إلى أفضل نتيجة ممكنة، هذه عوامل رئيسية وأساسية.
ثم في نفس المفاوضات عليكم أن تعرفوا من خلال النتيجة ينكشف لكم حجم الجهد الذي قام به فريقنا المفاوض وما تمتع به من كفاءة ودقة وصبر وما تعرض له من ضغوط وأنا باسمكم جميعا وباسم الأسرى والشهداء والعائلات الشريفة أوجه الشكر الى هؤلاء الأخوان الذين يجاهدون في السر ويفعلون ذلك في سبيل الله وفي عينه, كذلك يجب أن نقر بالجهد الكبير الذي بذله الوسيط الدولي لدى الطرفين للوصول إلى هذه النتيجة وهنا أيضا مناسبة لتوجيه الشكر لسعادة الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون ومبعوثيه إلى هذه المنطقة من الوسطاء الألمان. اليوم عاد إلينا عميد الأسرى اللبنانيين والعرب وكل الأخوة الأسرى الذين نعلم وجودهم الحي في سجون العدو وعدد كبير من أجساد الشهداء الذين ينتمون إلى أحزاب وفصائل مقاومة لبنانية وفلسطينية منذ عقود من الزمن, عندما ذهب سمير قبل ثلاثين عاما لم يكن حزب الله قد وجد وعندما قامت الشهيدة القائدة دلال المغربي ورفاقها بعمليتها النوعية الجريئة الاستشهادية لم يكن حزب الله قد ولد، ان يستعيدهم اليوم حزب الله أحياء وشهداء له دلالات كبيرة وأهمها: ان مشروع المقاومة وهذا ما يجب ان يعرفه الناس وتعرفه الامة ويعرفه العالم, ويجب ان نقبل به ونعمل على اساسه، ان مشروع المقاومة هو مشروع واحد وان حركة المقاومة هي واحدة ومسارها مسار واحد ومصيرها مصير واحد وهدفها هدف واحد وإن تعددت أحزابها وفصائلها وعقائدها وطوائفها ومذاهبها واتجاهاتها الفكرية والسياسية, وثانيا للتأكيد على أن حركات المقاومة في هذه المنطقة وبالتحديد في لبنان وفلسطين هي حركات متكاملة يعني يكمل بعضها بعضا, متواصلة تتراكم جهودها وخبراتها وتضحياتها لتحقق نفس الأهداف في تحرير الأرض والإنسان والمقدسات.
أيها الأخوة والأخوات، نحن من هذا الموقع مع هذا الحشد من الشهداء على مدى ثلاثين عاما نستحضر كل تضحيات المقاومين اللبنانيين والفلسطينيين والعرب من إسلاميين ووطنيين وعروبيين وقوميين وإلى أي اتجاه فكري انتموا، نحن نعتز ونفتخر ونقدر كل الفصائل والأحزاب المقاومة وكل المقاومين والشهداء الذين سبقونا إلى ساحات المقاومة والجهاد والنضال، نستفيد من تجاربهم ونستلهم تضحياتهم ونحفظ لهم مكانتهم في ماضي وحاضر ومستقبل المقاومة.
وفي هذا السياق أيضا أود أن أؤكد من خلال ما ذكرت أن الهوية الحقيقية لشعوب منطقتنا الأصيلة الراسخة الثابتة لمنطقتنا ولامتنا هي هوية المقاومة وإرادة المقاومة وثقافة المقاومة ورفض الذل والاحتلال والهوان أياً كان المحتلون وأياً كان الطغاة وأياً كان الجبابرة، ولذلك وعلى مدى عقود من الزمن تجدون بأن راية المقاومة لا تسقط, تنتقل من مجموعة إلى مجموعة, من فصيل إلى فصيل من حزب إلى حزب من عنوان إلى عنوان ولكن تبقى الأحزاب والفصائل والأطر والعناوين مجرد مظهر خارجي للجوهر الحقيقي لهذه الأمة, جوهر المقاومة ورفض الظلم والطواغيت.
قد يتعب بعضنا وقد يقتل بعضنا وقد يخلي بعضنا الساحات ، وقد يبدل بعضنا خياره ولكن دائما كان يقيض الله سبحانه وتعالى في هذه الأمة وهذه المنطقة مَن يستلم الراية ويواصل الطريق، ولذلك المقاومات والفصائل تقدم النموذج لتستفيد منها الشعوب والأجيال، ومقاومتنا في لبنان من خلال ما فعلت وأنجزت وأدّت هي أيضا تحاول أن تقدم النموذج ليتكامل مع بقية النماذج وليكون مثلا يحتذى، ولنا الشرف أن يكون هذا نموذجا يعمم حتى ولو أدّى تعميم هذا النموذج إلى وضعنا على لوائح الإرهاب لدى دوائر الدول الإرهابية.

لا بد أن نتحدث عن الإخوة الأسرى والأسيرات الفلسطينيين والأردنيين والسوريين والعرب، هؤلاء الأعزاء ـ وليعلموا كما قلت في المؤتمر الصحفي ـ لم يغيبوا عن بالنا ومفاوضاتنا طول العامين، مع إدراكنا للصعوبات التي تواجهنا في هذا الأمر إنّ لجهة الصعوبات السياسية في المنطقة أو لجهة وضع الجنديين الحقيقي عندنا. في المقابل كان دائما الإسرائيلي يقدم حجج عن عدم قدرته إطلاق سراح غير اللبنانيين في مفاوضات مع مقاومة لبنانية، كنا نقول لهم ما يهمنا أن يذهب ويعود الأسرى إلى بيوتهم، سلموهم لمن شئتم، لأي زعيم أي حكومة أي دولة وتحت أي عنوان ضمن أي سيناريو ضمن أي شكل، ليس مهما أن ينسب الأمر إلينا نحن لا نبحث عن مجد وإنما غايتنا أن يعود هؤلاء إلى بيوتهم.

في كل الأحوال، ما أمكن التوصل إليه هو أن تضم اتفاقية التبادل في مرحلتها الأخيرة إطلاق سراح أسرى فلسطينيين بغض النظر عن العدد والأسماء، وترك هذا الأمر على عهدة الوسيط الدولي والأمين العام للأمم المتحدة ، وبعد قليل سينشر في الأمم المتحدة الرسالة الموجهة منّي إلى الأمين العام والتي أطالب فيها وأصر على إطلاق سراح العدد الأكبر من النساء والأطفال والمرضى وعسى أن يتحقق شيء من هذا، بالنسبة إلينا هذه خطوة رمزية وإنسانية لا نتوقع منها نتائج كبرى أو نتائج ضخمة. كما أنّ إخواننا الفلسطينيين يعرفون حقيقة التعقيدات ولكن نحن أصرينا على مبدأ رمزية أن يشمل اتفاق التبادل مع المقاومة اللبنانية أسرى فلسطينيين بمعزل عن الأسماء والأحزاب لنؤكد وحدة القضية والمصير وترابط المسارات كلها في الموضوع الإنساني والجهادي.

ونحن نفرح بعودة أسرانا، من خلالكم أريد التوجه إلى العالم العربي إلى مئات ملايين العرب، إلى مليار ومئات ملايين المسلمين، إلى الحكومات العربية والإسلامية وبعضها من أغنى دول العالم وبعضها تربطها علاقات قوية جدا بالولايات المتحدة الأمريكية، أريد أن أتوجه إلى الحكومات والشعوب لأذكر في مناسبة حرية أسرانا بـ 11 ألف أسير وأسيرة فلسطينية وعشرات الأسرى الأردنيين والسوريين والعرب، لا يجوز أن ينفض العالم العربي والإسلامي يديه ويقول هذا شأن فلسطيني فلندع الأمر للسلطة الفلسطينية أو لحماس أو الجهاد أو شهداء الأقصى أو بقية فصائل المقاومة أو بقية أطر وتيارات الشعب الفلسطيني فهذه مسألة فلسطينية والعالم العربي والإسلامي في حلٍّ منها، هذا الكلام وهذا الكلام وهذا الموقف أو هذه الرؤية هي غير صائبة لا بالإعتبار القانوني ولا بالإعتبار الوطني ولا بالإعتبار القومي ولا بالإعتبار الإنساني والأخلاقي والديني والشرعي، وبالتالي هذه الأمة يجب أن تستحضر معاناة 11 ألف أسير ومعتقل ومعاناة عوائل 11 ألف أسير ومعتقل وما يواجه هؤلاء من صعوبات في الحياة على المستوى النفسي والمعنوي والمادي. والعالم العربي لم يحرك ساكنا.

أنا من الذين يؤمنون بخيار المقاومة، ولكن لكل الذين يتحدثون عن خيار الدبلوماسية فلتتفضل الدبلوماسية العربية والدبلوماسية الإسلامية والعلاقات العظيمة التي تملكها حكوماتنا ودولنا ولتبذل جهدا، أنا أقول لكم لم يبذل جهد حقيقي على هذا الصعيد، هناك بيانات رفع عتب في آخر بعض القمم أو اجتماعات وزراء الخارجية، فليشكل إطار جدي على المستوى الرسمي وإطار جدي على مستوى الحركات والأحزاب والقوى على امتداد الأمّة وليعمل هذان الإطاران كله من موقعه في مساندة الشعب الفلسطيني بمختلف قواه، ولتكن قضية الأسرى الفلسطينيين والعرب قضية حيّة نعمل لها في الإعلام وفي السياسية وفي الدبلوماسية ويعمل بعضنا لها في ساحات القتال والمقاومة وليتكامل الجهد حتى نصل إلى النتيجة المطلوبة.

بالعودة إلى لبنان، اليوم تكتمل الإنجازات وقد جمعت في يوم واحد، بعد انتهاء حرب تموز 2006 كان لنا هدفان، الأول السعي إلى إطلاق الاسرى من خلال المفاوضات المعقدة والصعبة وهذا قد تحقق اليوم بعون الله، والهدف الثاني المطالبة بحكومة وحدة وطنية وهذا ما تحقق اليوم أيضا وبعون الله تعالى . بعد انتهاء الحرب وقفنا في مهرجان النصر لنطالب بحكومة وحدة وطنية لا للغلبة ولا للمكايدة ولا للتعطيل وإنما كما قلت حينها ، لنضع كتفا بكتف ويدا بيد لنعمّر لبنان ونحميه ونبنيه، واليوم الحكومة اللبنانية الحكومة الوطنية والحكومة الأولى في العهد الجديد أمام هذه الفرصة الكبيرة والتاريخية.

اليوم اجتمعت حكومة الوحدة الوطنية وأخذت صورتها التذكارية وشكلت لجنتها لوضع البيان الوزاري، ومن التوفيقات ـ ولا أقول الصدف لأنّي لا أؤمن بالصدف والمؤمن بالله لا يؤمن بالصدف وكل ما يجري في هذا الكون خاضعا ومحكوم لمشيئة عظيمة ـ من التوفيقات أن تلتقي الحكومة الجديدة لأول مرة وتأخذ صورتها التذكارية وتكون مهتمها الأولى أن تستقبل الأسرى المحررين في مطار رفيق الحريري، هذا من عظيم التوفيقات لدولة وشعب لبنان، هنا يجب أن أتوجه بالشكر إلى فخامة الرئيس ميشال سليمان الذي نظم وأخذ على عهدته وأصر على استقبال الأسرى بهذا الشكل الوطني الجديد والكبير، كما فعل سلفه فخامة الرئيس إميل لحود عام 2004، الوطن كله في المطار وفي محيط المطار، أتوجه بالشكر إلى فخامة الرئيس سليمان على ما فعل وأيضا على ما قال، وأنا أؤيد كل كلمة قالها في خطاب الإستقبال لأنّه في المرة الماضية عندما تحدث فخامة الرئيس قالوا أننا نرد عليه، لم نكن نرد عليه بل نكمّله، اليوم "لا بدنا نكمل ولا بدنا نقّص"، أنا أؤيد كل كلمة وردت في خطاب فخامة الرئيس في استقبال الأسرى في المطار وأتوجه بالشكر الجزيل إلى كل من شارك في هذا الإستقبال من الرؤساء الحاليين والسابقين والوزراء والنواب وممثلي رؤوساء الطوائف وكل الذين حضروا في تلك الساحة
مجدداً من خلال المشهد الرسمي في مطار بيروت ، المشهد المتكرر في وقفة المقاومة والجيش الوطني اللبناني جنباً إلى جنب وكتفاً إلى كتف وشهيداً بجنب شهيد. ومجدداً من خلال المشهد الشعبي وموقف القوى السياسية يثبت لبنان أنه وطن جدير بأن يضحي الانسان بدمه وأولاده وأحبائه من أجل عزة ورفعة وكرامة هذا الوطن. هذا يوم مبشر، هذا يوم عيد حقيقي يجب أن يبنى عليه ويؤسس عليه، ولذلك نحن ندعو مجدداً إلى لم الشمل وتجاوز الحساسيات والابتعاد عن إثارة الضغائن والأحقاد والاستفادة من الفرصة الجديدة المتاحة أمامنا كلبنانيين لمعالجة كافة المشكلات والأزمات الأساسية التي يعاني منها شعبنا وبلدنا بروح التضامن، "ما حدا فايت على الحكومة ليناكف، ولا حدا فايت ليكايد ويعطل"، الجميع إنشاء الله يدخل إلى حكومة الوحدة الوطنية ليشارك بشكل فعّال وجاد في حل مشكلات هذا البلد الأساسية وإعادة إحياء لبنان بالمستوى اللائق بتضحيات شبابه ونسائه وأطفاله وشهدائه وأسراه، بروح التضامن والتعاون وليس بروح تصفية الحسابات أو إلغاء الآخر.

إنني أعلن مجدداً وأمام ما هو مطروح للنقاش إن همنا وكل همنا هو تحرير بقية أرضنا، ونحن في حزب الله منفتحون على كل نقاش لاستراتيجية تحرير بمزارع شبعا وتلال كفرشوبا وجزء الغجر الذي ما زال تحت الاحتلال. وهمنا كل همنا الدفاع عن بلدنا وأرضنا ومياهنا وسيادة بلدنا وعن شعبنا وكرامته وأمنه. ونحن في حزب الله منفتحون على كل نقاش لاستراتيجية الدفاع الوطني، نحن نصر على هذا النقاش، البعض يتصور أننا نهرب من هذا الموضوع، لا، نحن الآن نصر عليه وندعوا إلى أن لا يأجله أحد، " فلنفقي هذه الدملة" ، لنرى استراتيجية الدفاع التي نتحدث فيها منذ سنوات عدة حتى نصل إلى نتيجة، لأن لبنان لم يخرج من دائرة التهديد، ولم يخرج من دائرة الخطر. نحن نذهب إلى هذا الحوار وإلى هذا النقاش بروح إيجابية وجادة وهدفنا حماية بلدنا، ونصر على هذا النقاش، وعلى أن يشارك الجميع في حماية هذا البلد وأن تتحمل الدولة بالدرجة الأولى مسؤولية حماية والدفاع عن هذا البلد، "ونطلع من قصة مين عم يحكتر الدفاع ومين عم يحتكر المقاومة كأنها أكلة الناس عم تتنافس عليها". عادة الناس تهرب من القتال حتى المؤمنين، الله سبحانه وتعالى يقول "كتب عليكم القتال وهو كره لكم"، الطبيعة البشرية تحب الذهاب نحو العمل السياسي ، العمل الاقتصادي، العمل الثقافي، العمل التجاري، لكن أن تقول له إذهب إلى القتال والسهر والأسر والجراح والتضحيات والجوع والتلال والوديان. ما هو الشيء الذي نحن مستأثرين به ومحسودين عليه! محسودين لأن شبابنا في السجون نحررهم، أو محسودين لأن المئات من شبابنا خسروا زهرة شبابهم للدفاع عن هذا الوطن نستعيد أجسادهم ! لا، أنا أقول لكم اليوم في عرس حرية الأسرى، نحن سنطالب الجميع بأن يساهموا في حماية هذا البلد والدفاع عنه ومن يتخلى عن هذا الواجب هو الخائن. هذه هي المسؤولية الوطنية التي يجب أن نسعى إليها جميعاً. وأنا في نفس الوقت وفي إطار حكومة الوحدة الوطنية أود أن أؤكد أننا جاهزون للتعاون في معالجة كل الملفات وضعوا خطين تحت كل بدون استثناء بدون تحفظات، كل الملفات بما يخدم المصلحة الوطنية وبما يعزز الوحدة الوطنية وقوة لبنان ومنعته وتجاوزه لأزماته. في الأيام القليلة المقبلة سيتضح لدينا مصير بعض المفقودين، سوف يتم تحديد رفاة الشهداء ومن هم الشهداء وعلى أساسه نستطيع أن نتحدث عن ملف المفقودين لدى العدو الصهيوني، كذلك سيكون لنا حديث عن ملف الدبلوماسيين الإيرانيين على ضوء التقرير الذي سلمنا إياه الوسيط الدولي. هذه أمور أتركها للأيام المقبلة، لكن في عيد الحرية وعيد التحرير وعيد المقاومة لا يجوز على الإطلاق أن ننسى إمام المقاومة وإمام الوطن وإمام الحرية وإمام التحرير سماحة الإمام القائد السيد موسى الصدر أعاده الله ورفيقيه بخير. إذا كان الأخ سمير يعرفه العالم كله بعميد الأسرى اللبنانيين والعرب لأنه أمضى ثلاثين عاماً في سجون العدو الصهيوني، فإن الإمام الصدر مضى على غيابه واختطافه وسجنه ثلاثون عاماً. هذه القضية كما تحدثت في ختام احتفال الأسرى المحررين 2004، أعود وأؤكد، نحن لا نريد أن ندخل في صراع مع أحد ولا في خصومة مع أحد ولا في عدواة مع أحد، ولكن نحن نريد أن نغلق الملفات المؤلمة والمحزنة والحرجة، وهذا لمصلحة الدول العربية أو الشعوب العربية والأمة العربية، وهذا الملف آن له أن يصل إلى نهايته الحاسمة أياً تكن هذه النهاية الحاسمة. قبل سنوات قلت في اجتماع عام، إن كان الإمام حياً فأعيدوه إلينا ولكم الشكر، وإن كان الإمام شهيداً فأعلمونا بذلك وأعيدوا إلينا جسده الطاهر فإن الشهادة هي إرث هذا الإمام وعائلته وآبائه وأجداده. لا يجوز أن تبقى قضية الإمام الصدر تعاني الغموض والتجاهل والتأجيل الدائم والمستمر، مع إدراكي لحساسيات العلاقات العربية الرسمية وما يثار بين الحين والآخر على هذا الصعيد. هذه القضية نعيد التذكير فيها ونحن نتحدث عن المعتقلين وعن الأسرى المقاومين، فلا يجوز أن ينسى أي منا مؤسس المقاومة في لبنان وإمامها، وأنا أدعو مجدداً إلى تعاون عربي وإسلامي جدي وحقيقي لإنهاء هذه القضية وإعادة الإمام ورفيقيه إلى لبنان وإلى الأمة.

أيها الأخوة والأخوات أيها الأسرى المحررون يا عوائل الأسرى يا عوائل الشهداء التي تنتظر أحبائها يوم الغد، أيها الحفل الكريم أتوجه إليكم في هذا العيد لأهنئكم بانتصاركم لأن هذا الانتصار هو انتصاركم، هو انجزاكم ، هو وعدكم أنتم، هو فعلكم وصمودكم وصبركم، بكم ننتصر ونفرض الهزيمة والفشل على أعدائنا وبكم نواصل الطريق ونعز وطننا وأمتنا. الدعاء لكل الأسرى أن يمن الله تعالى عليهم بالحرية، والدعاء للبنان أن يتعاطى مع هذا الملف كما شهدنا اليوم بالمسؤولية الوطنية الكبرى على مستوى كل الأسرى وخصوصاً بالنسبة للأخ سمير الذي يجب أن ينظر إليه بعد ثلاثين عاماً على أنه ثروة وطنية وقومية وإنساية وحضارية وجهادية حقيقية، ويتعاطى مع هذا الانسان بما يتناسب مع كل الصبر الذي عاشه والمحنة التي عاناها والظلم الذي واجهه والصمود والثبات الذي أبداه. للأسرى كل الحرية، للشهداء كل الرحمة، لكم ولكل المقاومين النصر، للبنان وفلسطين والأمة كل العزة والشرف.

No comments: