Search This Blog

Wednesday, February 10, 2010

Adieu Docter Azzeddine Ibrahim


الدكتور عز الدين إبراهيم في ذمة الله
31/01/2010
أبوظبي - “الخليج


انتقل إلى رحمة الله تعالى، صباح أمس، في لندن الدكتور عزالدين إبراهيم المستشار الثقافي في وزارة شؤون الرئاسة (بدرجة وكيل وزارة) والدكتور عز الدين ابراهيم له ثلاثة ابناء هم الدكتور عبد الرحمن والدكتورة هدى والدكتورة دعاء، وهو من مواليد القاهرة سنة ،1928 أتم تعليمه العام والجامعي متحصلاً على الليسانس في الأدب العربي من جامعة القاهرة ودبلوم التربية وعلم النفس من جامعة عين شمس، وأخيراً دكتوراه الفلسفة في الآداب من جامعة لندن سنة ،1963 ومنحته بعد ذلك جامعة ماليزيا الدكتوراه الفخرية في الاقتصاد لإدارته عدداً من صناديق التضامن والعمل الخيري في البلاد الإسلامية، وكذلك جامعة ويلز في المملكة المتحدة بمنحه دكتوراه فخرية في الآداب لدوره مع مؤسسات التعليم العالي .
عمل في مجال التعليم والتربية والبحث العلمي بالإدارة والتدريس في مصر وليبيا وسوريا وقطر والمملكة العربية السعودية، وكان أستاذاً للأدب العربي وطرق تدريس العربية في جامعة الرياض .
عمِل في دولة الإمارات العربية المتحدة وتمتع بجنسيتها، منذ سنة ،1968 بصفة مستشار ثقافي لمؤسس الدولة الراحل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، حيث كلفه بمهام تربوية وثقافية متنوعة من خلال التعاون مع وزارات التربية والتعليم والإعلام والثقافة والشؤون الإسلامية، وتولى إدارة جامعة الإمارات لمدة أربع سنوات . ومن إنجازاته: اقتراح وتنفيذ المجمع الثقافي في أبوظبي، والقيام ببرنامج ثقافي واسع باسم ديوان رئيس الدولة في مطلع السبعينات، والتعاون مع الحركة النسائية والاتحاد النسائي وجمعياته في نشأتها، وتنفيذ مشروع مؤسسة الشيخ زايد للأعمال الخيرية والإنسانية، والإشراف على كراسي الدراسات الإسلامية التي أنشاها طيب الذكر الشيخ زايد في عدد من البلاد الأوروبية والآسيوية، وتنفيذ مشروع معلمة القواعد الفقهية بالتعاون مع مجمع الفقه الإسلامي في جدة، وتمثيل الدولة في عدد من المؤتمرات الإقليمية والعالمية ذات الصفة الثقافية ومؤتمرات الحوارات الحضارية والدينية .
له أكثر من 23 كتاباً تعليمياً وأبحاث كثيرة تتصِف بالتنوع، منها: رسائل النبي صلى الله عليه وسلم إلى ملوك زمانه، ومسيرة الجامعات الإسلامية، والحوار الإسلامي- المسيحي، والسنوات المتأخرة من العمر، كما أصدر بالمشاركة ثلاثة كتب من الأحاديث النبوية مترجمة إلى اللغة الإنجليزية، وكان على وشك إصدار مجلد من مختارات القرآن الكريم المبوبة حسب الموضوعات والمترجمة إلى اللغة الإنجليزية .
والدكتور عز الدين ابراهيم عضو في المجالس العلمية لعدد من الجامعات العربية والأوروبية والآسيوية والإفريقية، وهو مستشار للجنة الاستشارية لجامعة ممباسا الإسلامية، وعضو المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية بالكويت، وعضو اللجنة الاستشارية لمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، ومستشار مركز إسهامات علماء المسلمين في الحضارة بدولة قطر، وعضو مجلس أمناء كلية الخليج الطبية بعجمان، وعضو مجلس أخلاقيات الطب في مدينة الشيخ خليفة الطبية في أبوظبي .
وترجع مشاركته في المجالات الطبية إلى اهتمامه الشخصي بهذه الموضوعات من الناحية الدينية والأخلاقية والتراثية، وقد شارك بأوراق عمل بهذه المواصفات في اجتماعات وحلقات دراسية ومؤتمرات متخصصة، منها على سبيل المثال: الإنجاب والإجهاض، زراعة الأعضاء، بيع الأعضاء، الاستنساخ، رؤية حضارية وإسلامية حول دمج الطب التكميلي والبديل بالطب الحديث، حقوق الأطباء، التعاليم الإسلامية الأساسية حول أمور الطب والطبابة .
وفي مجال حوار الحضارات والثقافات والأديان والإيديولوجيات، شارك الدكتور عز الدين ابراهيم في العديد من الفعاليات في هذا المجال حيث شارك في حوار الثقافات التي نظمتها منظمة الإسيسكو داخل الوطن العربي وفي أوروبا وعددها ثمانية، ودرّس موضوع حوار الحضارات والثقافات في المعهد الدبلوماسي التابع لوزارة الخارجية بدولة الإمارات العربية المتحدة، لأكثر من فوج، وهو عضو مؤسس لحركة الإسلام والغرب التي أنشئت في منتصف السبعينات، وشارك على مدى الأربعين سنة الماضية في معظم الحوارات الإسلامية- المسيحية وناب عن منظمة المؤتمر الإسلامي في مقابلة البابا بولس السادس سنة ،1976 وهو عضو مؤسس ومشارك في الفريق العربي للحوار الإسلامي- المسيحي ومقره بيروت، وناب عن العالم الإسلامي في لقاءات السلام العالمية التي نظمتها الكنيسة الكاثوليكية في روما (2002) وميلانو (2004) وليون بفرنسا (2005)، وأصدر رسالة مطبوعة بعنوان: بعد أربعين سنة من الحوار الإسلامي المسيحي، ما الجدوى؟ وما المستقبل؟
كان لشخصيته جاذبية أخاذة، وكان ما أن يحادثك، حتى ينقلك إلى عوالمَ شاسعة بحضوره الباهر، وعِلمه الواسع، وتواضعه الجليل، وروحه المرحة، وحسه المرهف، وابتسامته المفعمة بالراحة والاطمئنان .
للفقيد مسيرة ثقافية بنّاءة وعريقة، تعامل في بدايتها مع تلاميذ مدارس، ثم طلاب ثانويين فجامعيين، زارعاً فيهم شغفه للغة العربية وشعرائها وأدبائها، وظل حتى آخر أيامه من حُماة هذا المنبر، لاعتباره ضرورة قومية وإسلامية، هذا الانتماء جعله يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالقضية الفلسطينية منذ وقبل وقوع نكبة ،1948 فدافع عن الأرض وبيت المقدس بعدة كتابات ومحاضرات علمية للتصدي لمحاولات تهويد القدس الشريف ومقدساته ولتثبيت هويته العربية .
وإيماناً منه بمبادئ ديننا الحنيف الذي يتصف بالسماحة والتسامح، كرس جهوداً حثيثة لتقديم ثقافة إسلامية صحيحة وتعميمها من أجل تثبيت الصورة الوسطية المعتدلة للدين الإسلامي، بعيداً عن الإفراط والتفريط والتطرّف والتنطّع، وذلك من خلال الميادين المتعددة التي مثل فيها الدولة وهي الحوارات الحضارية بين الديانات .
وبالرغم من قربه من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه،كمستشاره الثقافي بصفة أساسية، ومسؤولاً عن أعماله الخيرية في العالم، واحتكاكه شبه اليومي برؤساء دول وشخصيات رسمية رفيعة المستوى، لم يفقد شيئاً من تواضعه وإنسانيته، بل زاد من تعلقه لحب الخير، فكان محسناً وعطوفاً، ولم تكُ انشغالاته الرسمية يوماً عائقاً في تأديته لواجباته العائلية، فهو نِعْمَ الزوج والأب والجدّ، استثمر بصيرته في تنشئة ابنه الوحيد عبد الرحمن وابنتيه هدى ودعاء، فأصغى وراقب ووجّه، وواكبهم وساندهم في تحصيلهم العلمي إلى أن نالوا جميعهم أعلى الدرجات التعليمية .
-------------------------------------------------------------------------------------------------
رحم الله الدكتور عز الدين إبراهيم، فقد كان العالم العامل بعلمه.
تعرفت عليه خلال مؤتمر الجمعية الفرنسية "الإسلام والغرب" المنعقد باليونسكو في باريس في شهر نوفمبر 1982 وهي الجمعية الفرع للجمعية الدولية الإسلام والغرب التي تأسست سنة 1981 بجنيف وكان الدكتور عز الدين إبراهيم احد أبرز مؤسسيها من المسلمين.
في مؤتمر باريس المذكور عرضت على المشاركين المسلمين الصيغة النهائية للإعلان العالمي لحقوق الإنسان في الإسلام التي صاغها " المجلس الإسلامي الأوروبي" برئاسة المرحوم د. سالم عزام. وساهم في إثرائها الكثير من المثقفين المسلمين من أمثال د. نجم الدين ب ماط والمرحوم عزالدين إبراهيم ورشيد بن عيسى واحمد المناعي.
رحم الله الفقيد وأسكنه فراديس جناته وان لله وإنا إليه راجعون
احمد المناعي.

No comments: