Search This Blog

Tuesday, April 13, 2010

Irak: la République iranienne de Sadr

جمهورية الصدر الإيرانية

الخبر: صرح حازم الأعرجي أحد زعماء التيار الصدري أن تياره لن يرضي بأقل من 10 وزارات في التشكيلة الحكومية المقبلة ، وأن يكون رئيس الوزراء الجديد غير مستفز لإيران

كتبه / شريف عبد العزيز

shabdaziz@hotmail.com

صراع الشيعة الباطنية علي بلاد الإسلام

في سنة 368 هجرية كانت الأحوال بالشام شديدة الاضطراب ، وذلك بسبب التنافس الشديد بين الشيعة الباطنية الفاطمية التي احتلت مصر سنة 358 ، وتخطط لاحتلال الشام أيضاً ، وبين الشيعة الباطنية البحرينية المعروفة بالقرامطة ، الذين حاولا بسط نفوذهم بالشام ، خلال تلك الفترة شديدة الاضطراب ، والقوي الشيعية الباطنية تتربص بالشام الدوائر ، برز رجل وضيع اسمه " قسّام " وكان يعمل زبالاً بدمشق ، استطاع هذا الرجل أن يستولي علي زمام الأمور بدمشق بمساعدة الأحداث وزملائه الزبالين والكناسين ، مستغلاً الفراغ السياسي الحادث نتيجة الصراع الشيعي الباطني .

ظل قسّام ممسكاً بزمام الأمور حتى رأي أن ينضوي تحت حكم الشيعة الباطنية الفاطمية بعد أن رجحت كفتهم علي القرامطة ، ورضي الفاطميون منه بالطاعة لأنه كان ينفذ كل أوامرهم ، وأقروه علي حكم دمشق ، وصارت عقر دار الإسلام ، وعاصمة الخلافة القديمة يتحكم في مصائر أهلها زبال من حثالة أهلها !

إيران ولعبة تبادل الجياد

ديمقراطية الاحتلال أفرزت لنا هذا الوضع الفوضوي التي تكتب فيه الانجازات الحزبية والمكاسب الانتخابية ، بدماء العراقيين الذين أخذت الانفجارات تحصد أرواحهم بكل وحشية ، كما وعد وأوفي نوري المالكي في تهديداته التي أطلقها في سورة غضبه من نتائج الانتخابات التي أطاحت بأحلامه وطموحاته .

نتائج الانتخابات كشفت عن العديد من الحقائق الأليمة التي جعلت الآمال المعقودة علي خروج العراق من العباءة الإيرانية ، والعودة إلي ممارسة دوره الطبيعي كعضو عامل وفاعل في العالمين العربي والإسلامي ، قد ضعفت وتراجعت بشدة ، إذ كشفت العملية الانتخابية أن الفاعل الحقيقي والوحيد تقريباً في المشهد السياسي العراقي هو إيران ، وإيران فقط ، وغيرها من العناصر الفاعلة يقل دورها بالمقارنة بالدور الإيراني ، في ظل توافق وتعاون أمريكي ـ إيراني علي إبقاء وضع العراق مشتعلاً متأججاً طائفياً دموياً .

إيران تتعامل مع الكتل السياسية الشيعية داخل العراق بمنطق تبادل الجياد ، في تنفيذ مشاريعها ومخططاتها الخاصة بالتوسع الإيراني باتجاه الدول العربية ، ومن هذا المنطلق راحت إيران تنتقي الجواد الذي تركبه كل فترة ، وكلما تعب جواد أو قل إنتاجه ، تخلت عنه وامتطت جواداً آخراً ، فهي امتطت جواد علاوي بادئ الأمر حتى لا تلفت الانتباه لما تنويه في العراق ، ثم تخلت عنه لتمتطي جواد الجعفري وحزبه الفضيلة ، ثم تركته وامتطت جواد المالكي وحزبه الدعوة ، ثم تركته وامتطت جواد الحكيم وحزبه المجلس الأعلى الإسلامي ، ومع نتائج الانتخابات الأخيرة قررت إيران أن تركب جواداً جديداً هو جواد الشاب الأخرق ـ مقتدي الصدر ـ وحزبه التيار الصدري .

اختيار إيران للتيار الصدري ليكون جوادها الرابح في اللعبة السياسية في العراق هذه المرة يرجع لعدة أسباب منها :

1ـ ضعف شخصية قائد التيار الصدري ، والمقيم مثل الأسير بالحوزة الإيرانية بقم منذ سنة 2007 خائفاً مذعوراً من تهديدات المالكي والأمريكان ، وهو معدوم الخبرة السياسية والإرادة القيادية ، وطاعته عمياء لملالي إيران وساستها .

2ـ فوز التيار ب40 صوتاً من إجمالي 70 صوتاً حصل عليها التكتل العراقي المكون من الأحزاب الشيعية الموالية لإيران ، وبالتالي كان صوت التيار الصدري اعلي من صوت تيار عمار الحكيم المرفوض سياسياً من العديد من القوي الشيعية العراقية .

3ـ الشعبية الواسعة التي يتمتع بها التيار الصدري داخل الأوساط الشيعية العراقية التي تري فيه تياراً معارضاً للاحتلال الأمريكي بخلاف غيره من الكتل السياسية التي توصف بأنها موالية للاحتلال .

4ـ التاريخ الأسود والدموي للتيار الصدري وذراعه العسكري المسمي بجيش المهدي الذي كانت عصاباته تجوب شوارع بغداد والبصرة وباقي المدن العراقية تبث الرعب وتنشر الفزع في قلوب أهل السنة بمذابح مروعة ما زالت آثارها المرعبة محفورة في أذهان العراقيين.

دولة الصدر الإيرانية

إيران تعلم جيداً أن أخرق من عينة مقتدي الصدر المشهور بنزقه وتهوره و جهله السياسي لن يصلح أن يكون رئيساً للوزراء أي في أي منصب سياسي ، وهو الذي لم يطق قدوم منافسه عبد المجيد الخوئي إلي العراق بعد احتلاله ، حتى لا يسحب منه البساط فأوعز إلي أتباعه أن يغتالوه بعد أيام من قدومه ، ومقتدي لم يتسع صدره لنصائح صهره وابن عمه " جعفر الصدر" فطلق زوجته التي هي أخت جعفر، وشرد ه إلي خارج العراق فترة من الزمان ، حتى عاد مؤخراً لمقتضيات الدور السياسي الجديد المرسوم له .

إيران أوعزت لدميتها الجديدة ـ مقتدي الصدر ـ لئن يحرك أتباعه داخل العراق من أجل تكريس مفهوم الدولة داخل الدولة ، والنفوذ الإيراني الكامل علي مقاليد الأمور داخل العراق ، أوعزت له أن يجري استفتاءً لاختيار المرشح المفضل لدي الصدريين ليكون رئيساً للوزراء ، في تحدي للشرعية ونتائج الانتخابات وسيادة الدولة العراقية ، ولاختيار الشعب العراقي ، وفي استفتاء هزلي شارك فيه حسب تصريحات الصدريين مليون عراقي ، تم طرح أسماء خمس مرشحين لرياسة الوزراء هم : الجعفري ، والمالكي ، و علاوي ، وأحمد جلبي ، وعادل عبد المهدي ، مع ترك خانة لمن يريد أن يرشح اسماً خارج هؤلاء الخمسة ، لتأتي نتيجة التصويت المستفز كما تخطط إيران وترمي وهو فوز إبراهيم الجعفري ، والذي لم تفز كتلته البرلمانية " الإصلاح " سوي بمقعد واحد في البرلمان ، هو مقعد الجعفري نفسه ، فكيف يكون هو المرشح المفضل ؟

إيران وذيلهم مقتدي الصدر يبحثون بأمثال هذه الاستفتاءات غير الشرعية ، والمستفزة لجموع العراقيين ، عن دور صانع الملوك لجوادهم الجديد ـ مقتدي الصدر ـ علي الرغم من أن كتلته لم تحصل سوي علي 40 مقعداً من أصل 275 مقعد في البرلمان العراقي ، كما يفتحون بنتيجة هذا الاستفتاء الهزلي الباب أمام الكتل العراقية الفائزة في الانتخابات بالتسابق علي خطب ود إيران وتقبيل أعتابهم ، والتنافس علي تقديم قرابين الطاعة للأخطبوط الإيراني ، وهي عادة من دماء الأبرياء العراقيين

التيار الصدري يتعامل مع المشهد الداخلي العراقي علي أنه أحد الدوائر الانتخابية في البصرة أو في منطقة الثورة أو مدينة الصدر ببغداد ، يتعامل كأنه دولة داخل دولة ، فوق القانون والدستور واللوائح والنظم ، فوق إرادة الشعب العراقي ، إيران تحبذ عودة رجل من طراز الجعفري الذي أثبت كفاءة منقطعة النظير خلال فترة حكمه سنة 2005 ، حيث كانت المجازر والمذابح علي أشدها بأهل السنة ، وعلي يد جزار العراق الأول وزير الداخلية السابق ـ باقر صولاغ ـ مبتكر أسلوب التعذيب بالدريل ، فأمثال الجعفري سيكون الخيار الإيراني الملائم للمرحلة المقبلة لإجهاض أي نجاحات أو آمال للسنة بالعراق .

ورغم أن نتيجة الاستفتاء جاءت بالجعفري إلا أن أغلب الظن أن المنصب الأثير لن يكون من نصيبه ، وأظن أن لاعباً جديداً سيظهر علي الساحة توازن به إيران العلاقات مع كل الكتل السياسية الشيعية بالعراق ـ جياد إيران ـ وأغلب الظن أن هذا اللاعب أو الجواد هو جعفر صادق الصدر الذي نجح علي قائمة المالكي وينتمي لعائلة الصدر ، ووجه مألوف ومفضل عند الأمريكان ، وبالتالي تكافئ إيران جوادها الجديد ـ عائلة الصدر ـ في تأكيد علي أن الجمهورية المقبلة في العراق هي جمهورية الصدر الإيرانية .

http://www.islammemo.cc/Al-Mesbar/2010/04/10/98037.html/

No comments: