Search This Blog

Tuesday, October 25, 2011

Lazhar Abab: Une lecture des résultats...

لأن تونس مسؤولية ...قراءة في نتائج الأنتخابات

الأزهر عبعاب – الأمين العام لحزب التحالف الوطني للسلم و النماء

توّجت أول انتخابات ديمقراطية و شفافة في تونس بعرس عاشه الشعب التونسي يوم 23 أكتوبر 2011 ليس له مثيل في تاريخنا المعاصر، دون تجاوزات أو حوادث تذكر، توحدت الجهود لإنجاحه و هو تعبير على مسؤولية وحب للوطن من الجميع.

وبقطع النظر عن النتائج فان السمة الأساسية لهذه الانتخابات هي تصميم الشعب على المضي في تحقيق أهداف الثورة و القطع مع الماضي و ممارساته.

إن اختيار أغلبية الشعب لحركة النهضة و من يدور في فلكها هو تعبير على ذلك وبالتالي فان مسؤولية هذه الأغلبية كبيرة في إرساء سلوك ديمقراطي في الحكم و تسيير البلاد، كما إن مسؤولية المعارضة لا تقل عن ذلك لأنها العين الساهرة على تصحيح انحراف السلطة وتغوّل الأغلبية، لأن الديمقراطية تقتضي القبول بإرادة الشعب و العمل على ترشيد مسارات الأغلبية.

إننا في حزب التحالف الوطني، برغم ضعف نتائجنا فإننا نعتقد أننا ساهمنا في عملية البناء الديمقراطي بمسؤولية و اقتدار متحدّين كل العراقيل المادية و البشرية،باعتبارنا حزب ناشئ لم يتجاوز عمره السنة، فإننا مصمّمين على لعب دورنا كمعارضة مسؤولية للدفاع على حقوق الناس و العمل على تصحيح مسارات الأغلبية إذا اقتضى الأمر ذلك، لأن الديمقراطية و المصلحة الوطنية تقتضيان ذلك كما ندعو كل الأطراف المسئولة لتقبل هذه النتائج بكل روح ديمقراطية و ما نحن إلا في بداية الطريق.

إننا من خلال قراءة أولية لنتائج هذه الانتخابات نستخلص بعض الملاحظات :

1 – إن الشعب بتصويته لحركة النهضة أراد إن يؤكد رغبته في القطع مع الماضي ، لأن هذه الحركة تشكل لوحدها في تاريخها و أطروحاتها النقيض للنظام السابق. يليها في ذلك حزب المؤتمر من أجل الجمهورية من حيث قيادته فالدكتور المرزوقي في شخصه شكل رمزية في القطع مع الماضي وهو ما جلب له شعبية برغم ان حزبه لا يملك انتشارا قاعديا وإنما استفاد من بقايا النهضة و ما تركيبة قوائمه الانتخابية إلا دليل على ذلك.

2 – الهزيمة السياسية للحزب الديمقراطي التقدمي برغم إمكاناته المادية الهائلة و كوادر حزبه المحترمة، تكمن في انحراف قيادته على الخط النضالي للحزب و مراهنتها على النخب المتنفّذة اجتماعيا و اقتصاديا و استرضائه لبقايا التجمّع المنحل، جعلت النتيجة معاقبة الشعب له من خلال صناديق الاقتراع، وهو الدرس الثاني الذي يمكن استخلاصه من هذه الانتخابات.

3 – إن الفئات المتخوّفة من مشروع حركة النهضة انحازت في اغلبها للتكتل،باعتباره البديل الموازي للنهضة من ناحية و اعتدال مواقف رئيسه الدكتور مصطفى بن جعفر واهتمامه بما يطرحه هو دون الدخول في حمى التجريح للخصوم الذي سقط فيها العديد من السياسيين.

إن هذه الأستراتيجة مكنت التكتل من الفوز بجزء من المقاعد و لعب دور قوة توازن داخل المجلس التأسيسي مستقبلا.

4 – أما بالنسبة لأقصى اليسار رفض الشعب الانسياق وراء أطروحاتهم برغم تنازلاتهم الشكلية في مسألة الهوية و حتى في موقفهم من حجاب المرأة.

لأن خطابهم الشمولي و الماضوي لم يلقى استجابة و لم يطمئن الناخبين، فكانت النتيجة برغم المساحة الأعلامية التي احتلوها منذ الثورة أنهم لم يحصلوا إلا على نسب ضعيفة جدا من أصوات الناخبين.

5 –أما عن شتات التجمع المنحلّ فإنهم لم يستطيعوا اختراق المشهد السياسي الجديد لعدم قدرة رموزهم على الاستفادة من ارث هذا الكيان المنحلّ الذي انفرط عقده و توارثته الأحزاب الكبرى فتشتت جمعهم و لم يسجل لهم وجود إلا ارتباطا ببعض الناطق التاريخية في الساحل، فكان التصويت للأشخاص أكثر منه لمشروع سياسي ولم يستطيعوا النفاذ للمشهد السياسي برغم محاولات التسلل من نوافذ عدّة.

6 – بقية المشهد بيّن إن الأحزاب الناشئة لم تستطع إثبات وجودها وهو في تقديري أمر طبيعي بحكم التجربة و الإمكانات، و بالتالي على الجادين منها العمل بجدية و إصرار لاكتساب شعبية تمكنها من افتكاك موقعها لأن ذلك ممكن و متاح إذا توفّرت العزيمة و السلوك الديمقراطي في داخلها، لكسب الأغلبية المتردّدة من التونسيين وخاصّة من الشباب .

المفاجأة الكبيرة في هذه الانتخابات هو النتائج الغير منتظرة التي حصل عليها حزب الدكتور الهاشمي الحامدي تحت اسم العريضة الشعبية و التي يمكن تفسيره بسببين رئيسيين امتلاك صاحب الحزب لمحطة تلفزية سخرت منذ أشهر بدون انقطاع لحملته الانتخابية و هو ما يطرح أشكالا قانونيا لابد من معالجته في المستقبل، و الذي ساعد على تمرير خطاب بسيط يركّز على تقديم الوعود الخيالية و التي استهوت الكثير من المهمشين خاصة في الأرياف و المناطق المهمّشة.

إننا في حزب التحالف الوطني للسلم و النماء نعتبر أنفسنا قمنا بواجبنا ولكن ارتكبنا جملة من الأخطاء في سير حملتنا و في التعريف بحزبنا إذ إنني اكتشفت ن قطاعات كبيرة من الشعب للم تسمع بحزبنا أو لا تعرفه و هو الدرس الأول والرئيسي إضافة إلي نواقص أخرى ل يتسع المجال لذكره في هذا المقال و التي سنقيمها في مؤسساتنا و مع قواعدنا لتطوير أدائنا و مراجعة إستراتيجيتنا.

الأزهر عبعاب – الأمين العام لحزب التحالف الوطني للسلم و النماء


1 comment:

محمد لنور - مدنين said...

تحليل منطقي و شامل لنتائج الانتخابات و لكن لم تتوقف عن اسباب ضعف نتائج التحالف الوطني للسلم والنماء .و حسب رأيي ان السبب الرئيسي هو ان الحزب مازال جديدا و كثير من التونسييين لم يكتشفوه بعد ولكن هنالك اسباب اخرى
_ عدم تنظيم اجتماعات في مدن كبرى مثل مدنين لاستقطاب مناضلين جدد لتوسيع قاعدة الحزب أكثر منها لاقناع الناخبين للتصويت لقائماته و عدم النجاح في ابراز خصوصية الحزب خاصة بعد اعادة تموقع النهضة على الخارطة السياسية في البلاد و بروز تيارات اسلامية متطرفة ساعد الحركة على النجاح في ابراز نفسها كحزب اسلامي معتدل في ظل مناخ دولي مساعد
- السبب الثاني هو تشريك "عمي رضوان" في اجتماعات الحزب و ان كان منخرطا في الحزب,فان كثير من الناس رأو فيه نوع من الاستغلال و هاجموا هذا الفعل على الفيسبوك
-ظهور الدكتور كمال عمران كقيادي في الحزب أضر بصورته لانه من شخصيات العهد البائد
ولكن يعتبر التحالف من ابرز الاحزاب الجديدة و قد نجح نسبيا في جذب الانتباه اليه و كان له حضور اعلامي مقبول و كان له برامج تستجيب لانتظارات الناس ,واضحة و قابلة للانجاز وهو ما شد انتباهي عند اطلاعي على برنامج دائرة مدنين التي اقترحت برنامج يستجيب لأهم مشاغل أهالي ولاية مدنين
أتمنى مزيدا من النجاح و الاشعاع لهذا الحزب الصاعد
و السلام