Search This Blog

Saturday, May 25, 2013

Assabah: توقف مجلة «قضايا إستراتيجية» عن الصدور

فكر وفن

150

يحدث «زمن» الثورة

توقف مجلة «قضايا إستراتيجية» عن الصدور

 نظم رئيس تحرير مجلة "قضايا إستراتيجية "الباحث في تاريخ الأفكار الأستاذ عفيف البوني صباح اول أمس الأربعاء ندوة صحفية بمقر نقابة الصحفيين شرح فيها للإعلاميين والمثقفين أسباب قرار التوقف عن إصدار مجلة " قضايا إستراتيجية"  
 بعد سبعة اعداد صرف فيها أمواله ونفدت مدخراته رغم ان الدكاترة والباحثين والمختصين من القامات العربية والمغاربية المديدة تكتب معه مجانا احتراما للمجلة وللقائمين عليها وإيمانا منهم بأنه لا بد من مجلات لتطوير الفكر الإنساني وتثقيف المجتمع وتنوير العقول وتفسير الظواهر التي تطرأ على المجتمعات مهما كان الثمن حتى وان كان  بالمساهمة المجانية بالبحوث والدراسات.
خبر التوقف عن إصدار مجلة "قضايا إستراتيجية" نزل على الحضور نزول الصاعقة خاصة وانه حدث بعد ثورة، ففي العهد السابق كان توقيف الجرائد والمجلات يأتي في إطار عقوبات ووشايات وبعد تضييقات ومنع توزيع لان أصحابها لم يصطفوا وراء الحاكم ولم ينخرطوا في طابور تلميع صورته اما اليوم وبعد 14 جانفي فان الأسف مضاعف حيث انه ليس من السهل على المثقف استيعاب أو قبول إخماد صوت ومكسب إعلامي وثقافي وفكري من ناحية ومن ناحية أخرى هذا التوقف يطرح سؤالا أين وزارة الثقافة من كل هذا؟ لماذا يسمح الوزير بان تتغلب الصعوبات وخاصة منها المالية وتضرب الثقافة والفكر الضربة القاضية؟ ألا نحتاج اليوم فكرا ووسائط ورقية لبثه وإيصاله للتونسي؟
الم نعد نحتاج للفكر؟
كيف تسمح وزارة الثقافة ولا تقدم ما يكفي من الدعم لمجلة "قضايا إستراتيجية" ولغيرها من المجلات التي تحتضر  وهي كثيرة - بسبب قلة الإمكانيات وصعوبات التوزيع التي تحبط أصحابها فهذه المجلة حسب ما جاء على لسان صاحبها -وحسب ما عايناه حيث سبق "للصباح " ان عرفت قراءها بهذه المجلة وقدمت قراءات في محتواها وفي البحوث القيمة التي وردت فيها- تتميز مواضيعها بالحياد والاستقلالية وبعد النظر مهما اختلفت المقاربات وذلك والكلام للأستاذ عفيف البوني "بمقياس معارف عصرنا وما يتوافق مع المشترك الإنساني والكوني في منظومة الحقوق والحريات العامة والفردية والخاصة كما تحددت في المرجعيات الأممية والقانون الإنساني الدولي مع احترام الخصوصيات التي لا تتعارض مع صوت الكرامة الإنسانية."
صدر أول عدد من مجلة "قضايا إستراتيجية" في جوان 2011ورغم أنها بدأت شهرية إلا ان الصعوبات اضطرت صاحبها إلى نشرها مرة كل ثلاثة أشهر بثلاث لغات 70 بالمائة عربية و25 فرنسية و5 بالمائة منها مكتوب  باللغة الانقليزية  بمعدل سحب تراوح بين 1500 و3000 نسخة وبسعر قدره 5 دنانير للنسخة الواحدة  تذهب 40 بالمائة منها للموزع.
ما بين 160 إلى 200 صفحة في كل عدد أثثها 120 باحثا ودارسا ومحللا من مختلف البلدان العربية آمنوا كلهم بهذه المجلة وحاجة العرب لها ولكن والكلام لعفيف البوني: "الهجمة التي توجه هذه الأيام للثقافة الجادة أسرعت بقرار الإيقاف خاصة بعد ان عجزت ومنيت كل مساعي لإيجاد مؤسسات ثقافية واقتصادية تساعد او تشتري المجلة بالفشل وحتى وزارة الثقافة التي بدأت في اقتناء 100 عدد بعد العدد الرابع اقترحت على ان تشتري 150 عددا شرط ان اخفض في السعر وقد كنت امني النفس ان تساعدني على تصديرها إلى خارج تونس خاصة وان المجلة مرجعية ومنبر للعقل والضمير يكتب فيها التونسي وهو مقروء جدا في الخارج لان كتابته متميزة بالعقلانية والموضوعية.. كما عجزت عن الحصول على إشهار يساعد  في التمويل."
حلول أحلاها مر
وبالمناسبة تقدم بعض الحاضرين ببعض المقترحات وكان من بينهم الإعلامي ورئيس تحرير "الصباح " الأسبق عبد اللطيف الفراتي والإعلامي محمد المصمولي والأستاذ الجامعي محمد علي الكبسي وهو ورئيس تحرير مجلة فكرية جامعة فصلية صدرت سنة 1992 وتم الأمر بتوقيفها عن النشر في النظام السابق في إطار محاربته للفكر وقد صدر منها بعد الثورة عددان. 
محمد علي الكبسي وبكل مرارة حدث الصباح عن الوضع وقال: "الحدث كبير ومؤلم وايقاف مجلة مع الثورة التي قامت من اجل ان نعبر ونطالب وننشر ثقافة جديدة اعتبره مؤشرا خطيرا لأنه يعني أنها ليست ثورة فكرية وانه ليس لها اي بعد فكري وهذا يؤكد مرة أخرى ان المجلات الفكرية ليست لها أي آفاق في هذا البلد رغم ان الدستور ينص على انه للمجلات الحق في منحة لتواصل الصدور. أما الإعلامي عبد اللطيف الفراتي فقد أكد على انه لا بد من إنقاذ ما يمكن إنقاذه والقبول بإصدارها الكترونيا بعد ان تعذر إصدارها ورقيا خاصة وان المستقبل للنشر الالكتروني. فهل يكون هذا هو الحل ام ان الشركات الاقتصادية ورجال الأعمال ووزارة الثقافة سيتدخلون لإثبات أنه لثورتنا جانبها الفكري الذي لا يمكن ان نفرط فيه عبر السماح باندثار المجلات والجرائد والنوادي والمؤسسات الفكرية التي لا تجد لها اي ممول ولا متبن ولا حتى مستشهر.
 علياء بن نحيلة

No comments: