Search This Blog

Thursday, March 27, 2014

Werner Ruf à يتحدث للتونسية Attounissia



المؤرخ الألماني فيرنر روف
مؤلف كتاب " البورقيبية والسياسة الخارجية لتونس المستقلة"
يتحدث للتونسية:
*محمد بوغلاب
قدّم الدكتور أحمد المناعي رئيس المعهد التونسي للعلاقات الدولية صباح الإثنين 24مارس الترجمة العربية لكتاب المؤرخ الألماني"فيرنر روف" بعنوان" البورقيبية والسياسة الخارجية لتونس المستقلة" بإمضاء الأستاذ الصحبي ثابت، وبحضور عدة وجوه سياسية وفكرية من بينها السفير السابق محمد كربول ﴿والد آمال كربول وزيرة  السياحة﴾ والحبيب الجنحاني والدكتور الصحبي العمري...
   وعلى هامش حفل تقديم الكتاب إلتقينا المؤرخ الألماني"فيرنر روف" المتخصص في العلوم السياسية وعلم الإجتماع والتاريخ ، وقد شغل الأستاذ "روف" خطة مدير قسم البحوث في مركز البحوث والدراسات الخاصة بمجتمعات البحر المتوسط  في جامعة أكس أن بروفنس، وله دراسات ومؤلفات حول النزاع في الصحراء الغربية والصراع العربي الإسرائيلي والإسلام السياسي ...
ويمثل كتاب" البورقيبية والسياسة الخارجية لتونس المستقلة"  أطروحة الدكتورا التي قدمها فيرنر روف سنة 1967 .
وقد زار فيرنر روف تونس لأول مرة في 18مارس 1962 وخلالها تعرف على كل من المنجي سليم ومحمد المصمودي ومحمد الصياح ، وهاهو المعهد التونسي للعلاقات الدولية بمجهود ذاتي دون أي دعم رسمي لا تونسي ولا أجنبي يقدم كتاب "البورقيبية والسياسة الخارجية لتونس المستقلة" في ترجمة عربية بعد قرابة الخمسين عاما من صدوره بالألمانية
·       ما الذي يمكن أن يضيفه إصدار كتاب بعد خمسين عاما من نشره لأول مرة؟
شكرا جزيلا على هذا السؤال، فكرة ترجمة الكتاب إلى العربية لم تكن فكرتي بل هي بادرة صديقنا التونسي الدكتور أحمد المناعي مدير المعهد التونسي للعلاقات الدولية الذي يرى أن تحليل السياسة البورقيبية  التي هي من أهم العناصر المؤسسة لتونس العصرية يمكن أن يساهم في تنشيط الذاكرة الوطنية بعد سنوات من الديكتاتورية لم يكن خلالها متاحا  الحديث عن بورقيبة ولا عن سياسته
*يتضمن عنوان الكتاب مصطلح"البورقيبية" فماذا تعني بها؟
البورقيبية بالنسبة إلي هي ما وصفه بورقيبة نفسه، هي إستراتيجية قبل كل شيء  فالبورقيبية ليست إيديولوجيا ولا برنامجا، هي إستراتيجية في السياسة الخارجية لتحقيق أهداف سياسية بأقل التكاليف تقوم على تفاهمات متبادلة وسياسة المراحل  كما نجحت  البورقيبية دائما في إستعمال براهين أخلاقية  لغايات سياسية  فالأخلاق عند بورقيبة هي أداة  سياسية  في المقام الأول
*هل يصح هذا الوصف على كل مراحل العهد البورقيبي أو ينسحب فقط على مرحلة بناء الدولة الوطنية غداة الاستقلال؟
هذا صحيح بالنسبة إلى سنوات ما قبل الإستقلال وما بعده، كانت ذلك أسلوب  بورقيبة للحصول على استقلال تونس  ثم في مرحلة تأكيد استقلال تونس خلال الستينات والسبعينات ودعم سيادتها كدولة مستقلة
*هل إلتقيت الزعيم بورقيبة؟
نعم لاقيته مرتين،  واذكر جيدا لقائي به في مؤتمر الحزب الحر الدستوري الجديد في بنزرت سنة 1964
*كيف وجدت بورقيبة؟
كان رائعا ومثيرا للإعجاب ، كان مهذبا جدا وشغوفا بالإطلاع،  كنت محظوظا بالتعرف على عدد من رجالات الدولة وخاصة ومحمد الصياح كاتب عام الإتحاد العام لطلبة تونس آنذاك الذي إستقبلني و مكنني من الإقامة بالحي الجامعي براس الطابية  وقدمني للمنجي سليم الذي قضيت معه ليال رمضانية بباب سويقة وكذلك محمد المصمودي 
*هل مازالت البورقيبية حية في تونس؟
لا أعرف
*هل يمكن ان تكون صالحة لهذه المرحلة؟
نعم أظن ذلك، لأن البورقيبية كانت سياسة خارجية فاعلة وكانت تونس تقدم نفسها فاعلا في السياسة الخارجية الدولية،  وأظن ان العودة إلى البورقيبية من خلال الاستلهام منها لتحقيق أهداف وطنية مسألة ضرورية بالنسبة إلى تونس
  هل تعرف ان بورقيبة حدد بنفسه مدة إمكانية تطبيق البورقيبية قائلا"هذه الإستراتيجية الذكية  التي سمحت لنا بتسجيل نجاح تلو الآخر وستظل صالحة طالما إستمر الكفاح"-خطاب بورقيبة في 2ماي 1959-
*تحدثت عن البورقيبية، ألا يمكن قياسا على ذلك الحديث عن "المرزوقية" نسبة إلى الرئيس المؤقت المرزوقي؟
هذه قضية داخلية لا أريد التعليق عليها
*الرئيس المرزوقي كثير السفر بين الدول ولا يكاد يغيب عن قمة إقليمية أو دولية؟
كثرة السفر لا تعني وجود سياسة خارجية،  المهم ان تتحقق أهداف معينة  بعد تلك الجولات، السفر في حد ذاته لا يشكل سياسة خارجية لأي دولة
*أنت متخصص في الشؤون المغاربية وتعرف تونس جيدا، ما الذي يمكن ان يتحقق من جولة مهدي جمعة الخليجية؟
لم أكن عضوا في الوفد ولكني من خلال نظرة خارجية أقول  هي خطوة في اتجاه سياسة خارجية فاعلة قد تثمر لاحقا مساعدات مالية ودعما اقتصاديا لتونس
*ما الذي يمكن ان تمنحه دول الخليج لتونس؟
لا شيء، المسألة تتعلق أكثر بالمصالح المتبادلة  والسؤال هو ما الذي ستقدمه تونس في المقابل
*ألفت كتابا بعنوان"التراجيديا الجزائرية" هل مازالت هذه التراجيديا مستمرة؟
نعم، هي مستمرة
*هي اقرب إلى النزيف إذن؟
نعم هي أقرب إلى ذلك ، الفرق بين تونس والجزائر ان تونس كانت دائما دولة حتى وهي تحت الحماية الفرنسية اما الجزائر فكانت تسمى الجزائر الفرنسية ، لا ننسى أن الجزائر  تعرضت لإحتلال قاس واعتقد أن الجزائر لم تعرف ما عرفته تونس من مكونات إجتماعية مثل الطبقة الوسطى ، في الجزائر هناك قاعدة "الكل او لا شيء" عكس ما أرساه بورقيبة ولا اعتقد ان ولاية رابعة لبوتفليقة يمكن أن تكون حلا للوضع في الجزائر
*بوتفليقة عند كثيرين هو الضامن لوحدة الجزائر؟
هذا إن كان على قيد الحياة، والسؤال هل بوتفليقة اليوم على قيد الحياة ؟ بمعنى هل هو قادر على ممارسة دوره كرئيس للجمهورية  بدنيا وذهنيا ؟
*يرى أنصاره ان حضوره الرمزي كاف ؟
يجب ان لا ننسى ان الواجهة السياسية في الجزائر طالما اخفت قوى و تحالفات سياسية في الكواليس وخاصة دور قيادات الجيش في تحديد سياسة الدولة  وأخشى ان يكون البترول والغاز لعنة على الجزائر التي تستورد جل حاجياتها في غياب أي نهضة اقتصادية وطنية عدا التعويل على الثروات الطبيعية
*تحدثت عن أهمية الدستور في حياة التونسيين  منذ بدايات القرن العشرين فما الذي يؤيد هذا الرأي؟
يؤيده  أن تونس عرفت دستورا عشرين سنة قبل إحتلالها من طرف فرنسا وأن الحزب الذي أسسه عبد العزيز الثعالبي سنة 1920 تضمن عبارة الدستور وكذلك بالنسبة إلى حزب بورقيبة الذي ولد في مؤتمر قصر هلال سنة 1934 ويؤيده مطالبات المتظاهرين  ببرلمان ودستور  تونسي في مظاهرات أفريل 1938 وهذه خصوصية تونسية  لا وجود لها في كل العالم العربي، في بلدكم  هناك وعي شعبي  بأهمية الدستور ولا يتعلق الأمر بالنخبة فقط واعترف لكم بأني تأثرت كثيرا عندما شاهدت نواب حركة النهضة يرددون النشيد الوطني عند المصادقة على الدستور و يلوحون بالعلم التونسي لا بعلم حركة النهضة،   كان مشهدا مؤثرا لم أتوقعه وهذا يؤكد الهوية الوطنية المنغرسة في التونسيين
*وهل الدستور كاف لنهضة تونس؟
بالطبع لا، لا بد من التنمية والخروج من الارتباط الزائد بالإتحاد الأوروبي ، اعرف ان هذا صعب ولكن هذه  خطوة ضرورية لأن الاستقلال لا تحققه النصوص فقط بل الواقع الاقتصادي
*ما الذي يجب أن تقدمه  دول الإتحاد الأوروبي لشريكتها تونس التي أعلنت جمهوريتها الثانية غير النصائح المتعلقة بحقوق الإنسان  والديمقراطية ومقاومة الهجرة السرية؟

عذرا سأكون ناقدا بعض الشيء لأوروبا ، أعتقد أن دول الإتحاد الأوروبي عليها أن تسمح للاقتصاد التونسي بأن ينمو كاقتصاد مستقل لا أن يكون امتدادا للاقتصاديات الأوروبية وخادما لها

No comments: