Search This Blog

Saturday, March 21, 2015

Hend Belhajali: "هولوكوست.."(1Holocauste 1



"هولوكوست.."(1)

                                          On ne peut pas dire la Vérité à la Télé,
il y a trop de gens qui regardent » -COLUCHE

من قلب بغداد، بتاريخ 9 أفريل مرورا بالساحة الخضراء في طرابلس ليبيا بتاريخ 27 أوت 2011 وصولا إلى دمشق بتاريخ 18 جويلية 2012 وتفجير مقر الأمن القومي السوري واستشهاد وزير الدفاع السوري ونائبه آصف شوكت وحسن تركماني رئيس خلية إدارة الأزمة، وهم أكثر رجال تهابهم حكومة الكيان الصهيوني، أرقام مدرجة على لوائح الاغتيالات لهذا الكيان،

المشهد واحد، المخطط واحد، الآمر واحد، والمنفذون منا،

من ملجأ العامرية أو رقم 25 الذي دمر بالكامل واستشهد من اختبئ فيه، يعني أكثر من 400 مدنيا معظمهم أطفال ونساء ،ب F 117 في 13 فيفري 91، مرورا بمذبحة الحولة، في حمص، سوريا، 25 ماي 2012، أقول مذبحة لأن الأطفال قطعت حناجرهم، راح ضحيتها أكثر من 110 معظمهم أطفال ونساء، الى قرآن العلامة البوطي المخضب بالدماء في أولى ساعات الفجر وتفجير الجامع الأموي، ووصولا الى جرائم السلخ والتمثيل بالجثث في ليبيا، آلاف من المشاهد المروعة والجرائم والدمار، بشاعة تفضي الى فقدان الانسان لانسانيته، الى مالا نهاية،

المشهد واحد، المخطط واحد، الآمر واحد، والمنفذون منا،

 وَحْدَهُ الشعار تغير : من   to saddam with love المرسومة على صواريخ التوماهوك الأمريكية، الى : لا الاه الا الله والتكبير والتسابيح،، ومن قناع المارينز الأخضر الى اللحي السوداء..   

كيف حصل لنا هذا ونحن نهتف باسم ثورات الحرية، والكرامة، أيعيش البشر حرا وكريما في وطن مسبي وذليل ؟؟..

 تقول "ليزي فلان"، الصحفية البريطانية، مبعوثة  PressTV  في طرابلس،:  "... أبدا لم يكن هناك أي ثورة في ليبيا ما عدى مظاهرات متناثرة هنا وهناك لقلة قليلة من الشبان وبعض الشعارات، المظاهرات كانت شبيهة بمظاهرات البانليو الفرنسي سنة 2007، الفارق الوحيد كان السلاح وانتشار الميليشيات، المظاهرات في ليبيا كانت مسلحة، مثلما قال القذافي بالضبط ولم يصدقه أحد لأنه وقع اقتطاع خطابه على مقاس الجزيرة". وتواصل فلان : "الساحة الخضراء الشهيرة لم أرى فيها ما ينبئ بسقوطها بل الكل فيها كان يهتف  باسم الزعيم القذافي، والأعلام الخضراء كانت تملأ الساحة.."، ساعتها كانت الجزيرة تبث صور "ثوار" دخلوا طرابلس فاتحين، في الحقيقة لم تسقط طرابلس الا في الاعلام الخليجي وعلى رأسه الجزيرة أو في الاعلام الغربي وبعض صفحات الفايسبوك، فتناقلناه نحن على أن الثورة الليبية انتصرت،، لم تسقط طرابلس أبدا كما لم تسقط بغداد من قبل، الا عبر الصورة وفي ذهنية المواطن المخدوع،، هكذا هي الحرب : خدعة، صُوِرَ سقوط العواصم ليتراجع الجيش وتتشتت القيادة، ومن cnn  في العراق الى الجزيرة في ليبيا، انطلت الحيلة من جديد كما لم تنطلي علينا من قبل.

مع سوريا لم تنجح هذه الآلة الاعلامية الرهيبة الا نسبيا، وخاصة في بداية الهجمة على سوريا، مع سوريا اشتغلت الماكينة الاعلامية للبنتاغون وحلف الناتو بأكثر ضراوة وعدوانية وأكثر شيطانية. رصدت هوليود كل تقنياتها لسوريا. كل دمشق، ملأ دمشق، بتفاصيلها، بشوارعها ومبانيها، بسمائها وأرضها باستثناء هوائها، أعيد تركيبها ومحاكات مظاهرها بأدق الدقائق في استوديوهات في الدوحة تحت اشراف الجزيرة والأجهزة الأمريكية المختصة. كل الامكانيات رصدت وجندت، حتى يمر سقوط دمشق كما مر سقوط بغداد وطرابلس، مجرد مشهد تلفزيوني وفايسبوكي،  ولكن العقل السوري كان بالمرصاد وانتصرعلى المؤامرة فجند كل طاقته وامكانياته ولم يترك لها أي أثر. دمشق لم تسقط.

ما انفك "تيري ميسان" المفكر الفرنسي الحر، عن التصريح والادلاء بشهاداته والتحليل عبر اعادة تركيب المشهد في بعده السوري السوري والاقليمي والتاريخي وفي علاقته بالصراع مع الكيان الصهيوني، حتى يفهم العالم ويفهم الناس أن ما يحدث في سوريا هي مؤامرة وأن هذا الربيع العربي هو أساسا مفتاحا لأبواب دمشق العصية، فالحرب على سوريا برمجت وعدت عدتها من 1991، نعم كسر طوق المقاومة والمواجهه كان أولوية الأولويات عند واشنطن واعادة التركيب الجغرافي والاثني للمنطقة هو الهدف. لم يستمع أحد من النخب ومن السياسيين العرب لتيري ميسان، ولم ينتبه أحد له ولا لميشال كولون، وكأنهم أكثر عروبة منا وأكثر ارتباطا بحرية أوطاننا.  تيري ميسون أستاذ العلاقات الدولية ومؤسس شبكة فولتير، ومنذ اندلعت الحرب على سوريا، لم يترك أي حدث الا ووضعه في اطاره ولم يترك أي خبر الا وصححه وصوبه ولم يترك أي موقف الا وحلله، كان بمثابة المرآة العاكسة للحقيقة بينما كنا نتوغل في الظلالة بضمائر مرتاحة لأننا لم نفعل شيء سوى استقاء معلوماتنا من المرصد أو من الجزيرة أو من فرانس 24، فلما نهتم ونغتم ؟؟ .

نحن في تونس كنا بخير، كنا ننعم بنشوة الانتصار على الطاغوت، لم يكن يعنينا ما يحدث حولنا وكلما قامت "ثورة" في بلد الا وصرخنا فرحا وافتخارا، نحن من أشعلها، تونس أم الثورات. لم يلتفت أحد لحظة ورائه ويقول ما الذي يحدث، لأنه منطقيا لا يمكن أن يحدث كل هذا وبهذه الكثافة في برهة من الزمن ،، دون تخطيط مسبق، واذا كان المخطط ليس منا .. فمن وراء كل هذا.. ؟؟

عذرا، ولكن لماذا لم نكلف أنفسنا طرح السؤال ؟؟ ماذا يحدث حولنا وماذا يحدث في سوريا ؟؟ أجن نظام بشار الأسد حتى صار يذبح ويحرق قرى بأكملها والحال أن الأنظمة حوله تتساقط كقطع الدومينو،، هذه حالة انتحار واضحة ؟؟ لم يتسائل أحد منا عما يحدث في سوريا، بل كل ما فعلناه، هو مباركة قرارات الرئيس السابق، اللمرزوقي وهو احد أدوات هذا المخطط والانصات للحملة الاعلامية الاخوانية الشعواء ضد نظام الأسد وسوريا، مصادرنا قناة الجزيرة وقناة فرانس 24 والبي بي سي التي عرفت أكبر فضيحة في تاريخها عبر تقديم مشاهد لمذبحة أطفال قام بها الأمريكان في العراق على أنها مذبحة اقترفها نظام بشار، ومع ذلك واصلت الصحف تنشر أخبارا والتلفزات كذلك عن المرصد السوري لحقوق الانسان، هذا المرصد الذي يترأسه ويديره أسامة سليمان، أو أيمن عبد الرحمان،، أو..... الحقيقة أن لا أحد يعرف اسمه الحقيقي الى الآن، علما بأنه دائما يعطي تفاصيل دقيقة الى حد كبير عما يحصل في سوريا ويقيم في لندن، لم نعرف له وجه ولم يظهر يوما للوجود،، كل ما نعرف في الصحافة هو جملة : "عن المرصد السوري لحقوق الانسان"، فقط،، من هو المرصد ؟؟ لا نعرف، من يديره ؟؟ لا نعرف،، من ورائه ومن أين يستقي معلوماته ؟؟ لا أحد يعرف،، مرصد بلا هوية،،
أما باقي المعلومات فهي بالتأكيد مستقات من : "عن شهود عيان" ،، من هم الشهود العيان ؟؟ لا نعرف ،، أين هم، في أي عاصمة، في أي مكان من العالم ؟؟ لا أحد يعرف. 

في المقابل حاول السوريون أن يشتغلوا على الدعاية المضادة وعلى نشر الأخبار بكل ما أوتوا من قوة ومن وسائل،، الغيت تراخيص التلفزات السورية من النايل سات، لم تعد التلفزات السورية تستطيع أن تبث، ولم يعد صوت سوريا يسمع الا عن طريق المواقع التي عاشت الوضع عن كثب وتابعت وعرفت الحقيقة السورية،، الحقيقة هي سبب وجودنا، الحقيقة دائما مقدسة،، والكل يبحث عنها من صحفيين وصحفيين استقصائيين وكتاب ومفكرين،، لكن أين نحن من الحقيقة ؟؟..

هل حاولنا نحن في تونس أن ننظر الى ما بعد الحدث وما ووراء المرصد السوري والشهود العيان والجزيرة والعربية وفرنس 24،،؟؟ هل حاولنا أن يفهم ما يحدث على الأرض ونعيد تركيب الصورة والشخوص ونطرح الأسئلة الجدية لنيل الأجوبة الحقيقية،، الحقيقة ضاعت بين شعور البعض بأنهم ثوريون فوق العادة،، أو أحرار بدون حدود أو أذكياء وقادرين على فهم كل شيء عن بعد،، لم يتسائل أحد كيف يحدث كل هذا.. وانطبقت علينا مقولة :،   Brouillard, confusion et chaos.  عمق فلسفة الثورات  العربية,

حين كانت مجموعات من التونسيين من كل الأعمار، نساء ورجال ، مثقفين وعاديين ، تتظاهر وترفع شعارات متضامنة مع سوريا نظاما وشعبا وأرضا، لم يلتفت أحد لها، كل التحركات التي نفذتها هذه المجموعات الصغيرة لم تنل أي تغطية أو اهتمام، حتى رغبة في الاطلاع، أو للتعرف على سبب سباحة هؤلاء ضد التيار، "تيار الثورات العالمي،، ؟؟ لا أحد سئل أو تسائل.
فمنا من آمن بهذه الثورة المجيدة ومنا من لم يهتم أصلا بها ومنا من كان يستمتع بنقل ما تبثه الجزيرة وأخواتها، ومنا من التفت الى جهة أخرى حتى لا يرى الحقيقة المرة والبشعة، بينما كان السوريون يموتون حرقا ونحرا ويقتلون على الهوية، وتحرق ديارهم وقراهم وجبالهم وحقولهم، حين كان السوريون في كل مطلع يوم جديد يودعون ذويهم لأنهم لا يعرفون ان كانوا سيتقابلون مرة أخرى،، حين كان حصن المقاومة يدمر، حين كانت الكنائس تهدم والجوامع تفجر، والأضرحة ينكل بها، كنا نحن نتحدث عن ثورة عظيمة في سوريا، وعن قمع الثورة على أيادي شبيحة بشار، وجيش بشار،، الجيش العربي السوري أصبح يحمل اسم جديد : "جيش بشار"، سوريا العظيمة صارت اسمها : "نظام بشار"، اختزلت كل سوريا، تاريخا وحضارة ومعارف وتراث انساني عظيم وشعب أكرم التونسيين ودولة عظيمة ساعدت تونس في الماضي، اختزلت كلها في شخص اسمه بشار
الأسد،، كما أن سوريا ضيعة لا تتجاوز مساحتها المترين،، انها سوريا ،، لا يمكن اختصارها بهذا الشكل،، حينها علق  أحد الكتاب الأجانب :
 Le sang du lion et le festin des rats،

لم نكن نعي أبدا ونحن نكتشف شيئا فشيئا انهيار أمننا أن هذا الأمن هو من الأمن القومي العربي وأن سقوط سوريا هو سقوطنا نحن لا محال، لم نرى أكثر من ما يحيط بنا من بن قردان للشعانبي،،

حين اجتمع التونسيون الأحراروالشرفاء في ساحة حقوق الانسان لمرات عدة لقول الحقيقة ولتعرية الأكاذيب ولحشد المقاومة ضد الحرب على سوريا، وكان أهم هذه اللقاءات حيث قدم الأستاذ أحمد المناعي شهادته،، لم يغطي أحد هذه التحركات،، حين ذهبت مجموعة من التونسيين الأحرار والشرفاء الى مؤتمر أعداء سوريا في نزل البالاص، غطت الصحافة العالمية الحدث ولم يقع تغطيته من طرف الصحافة التونسية أبدا،، رغم أنهم كانوا هناك،، ورغم أن أحدهم قال : "لي كنا نشاهدكم ونبكي لأننا لسنا معكم،، ان تقدمتم بثلاث أمتار لدخلتم القاعة الذي اجتمع في الرؤساء المتآمرين على سوريا العروبة،، حدث كهذا هز العالم،، لم يكن أحد ينتظر أن ينتفض قسم من الشعب التونسي ويتصدى لهذا المخطط في عقر داره،، تسللت هيلاري كلينتون من الباب الخلفي، وأصيب المرزوقي بحالة ارتجاف جعلته يعيد صياغة خطابه، وأجل المؤتمر لساعة ونصف وغضب أمير قطر الدويلة التي لا يتجاوز تاريخها أقدم محل للأنترنات في تونس، فأوعز لحرسه بأن يطردوننا من النزل باستعمال القوة، كان الأمن التونسي الموجود والمكلف بتأمين المؤتمر يهمس لنا خلسة : "نحن معكم ،، واصلوا ولا تهابوا أحد.." لم تغطي الصحافة التونسية كل هذا،، العالم عرف ساعتها أن ما يحدث في تونس هو طبخة للرئيس وجماعته وهو تنفيذ لأوامر سادته، وأن الشعب التونسي في واد وهم في واد آخر،، ساعتها بدأ الناس يتحدثون عن سوريا وعن ما يحدث حقيقة في سوريا،، ولكن لم يتحرك أحد من النخب لكشف الحقيقة كاملة ولاعطاء سوريا حقها في أنها كانت دائما الحصن الذي حمى المنطقة كلها وأن سوريا لم تكن تنزف بل كانت تتبرع بالدم لنا جميعا، سوريا تنهض الآن وتنتصر وكم نود أن ينخرط اعلامنا في نهضتها وفي التبشير بانتصارها والتهليل له، فلولاها ولو سقطت سوريا لأصبحت تونس امارة تحكمها سيوف الردة.
يتبع..

هندة بالحاج علي
اللجنة التونسية لصد العدوان على سوريا

No comments: