Search This Blog

Monday, June 08, 2015

Mohamed Boughalleb: visite au siège de l'AFRICOM

* "هنا تونس" في مقر قيادة القوات الأمريكية لإفريقيا AFRICOM

AFRICOMمحاولة لفهم عقيدة الجيش الأمريكي وعلاقاته بإفريقيا؟

موفدنا الخاص إلى شتوتغارت - محمد بوغلاب

أكبر معضلة تواجه زائر ألمانيا هي اللغة، إذ عليه أن يجهز نفسه لتذكر ما إمتلك من مهارات اللغة الإنجليزية، فجل من يعترضك في مدينة شتوتغارت يتقن الأنجليزية أو يحسن أبجدياتها على الأقل ...
كانت رحلتنا على متن الخطوط الأمانية لوفتهنزا ظهر الأحد من مطار تونس قرطاج- الذي تنظم قليلا هذه الفترة - نحو مطار فرنكفورت العملاق ، وبعد وقفة سريعة لم تتجاوز الساعة إتجهنا بالطائرة نحو شتوتغارت جنوب ألمانيا التي وصلنا مطارها الذي يحمل إسم القائد العسكري "رومل" في حدود الساعة السابعة مساء

وجدنا في إنتظارنا السيد مصطفى قجاوج المغربي الأصل – الحامل للجنسية الأمريكية - الذي يعمل في إدارة العلاقات الخارجية بقيادة قوات الأفريكوم
كانت تلك نقطة البداية لزيارتنا لقوات الأفريكوم بمدينة شتوتغارت.
وشتوتغارت مدينة ليست ككل المدن في ألمانيا فهي مهد الفيلسوف الكبير هيقل وهي عاصمة صناعة السيارات ففيها تصنع البورش والمرسيدس(يوجد لكل ماركة متحف ؟) وفيها صنعت أول سيارة تشتغل بالبنزين نهاية القرن التاسع عشر وفيها عدة مهرجانات من ابرزها المهرجان الدولي لأفلام الرسوم المتحركة والمهرجان الصيفي ومهرجان البيرة ، وشتوتغارت عاصمة ولاية "بايدن فورتنبرغ" وهي سادس أكبر المدن الألمانية وأكثرها أمنا وأقلها بطالة .
 
هي مدينة قرابة ربع سكانها من "الأجانب" من أتراك – هم الأغلبية بطبيعة الحال- وصرب وكروات ويونانيين وإيطاليين ومغاربة وتونسيين ويشكل مواطنو الإتحاد الأوروبي قرابة أربعين في المائة من الأجانب المقيمين بشتوتغارت التي تحتضن أكثر من 170 جنسية من مختلف أنحاء العالم يدينون بأربعين ديانة سماوية أو أرضية ويتكلمون مائة وعشرين لغة ، وفي شتوتغارت خمسون مسجدا وبيت صلاة للمسلمين يمارسون شعائرهم في كنف الإحترام التام رغم هاجس التطرف الذي ضرب حتى الشباب الألماني الذين سافر عدد منهم للقتال في سوريا
*يوم أول في شتوتغارت...
صباح الإثنين كنا في ردهة الفندق في تمام الساعة الثامنة والنصف ، وخلافا ليوم وصولنا فاجأنا إنقلاب الطقس فاليوم ممطر والسماء داكنة شأنها في ذلك جل أيام السنة ولذلك ترى سكان شتوتغارت يسارعون إلى إغتنام كل يوم مشمس في مدينتهم ، أما نحن فقد وهبنا الله الشمس والبحر والطقس المعتدل فماذا فعلنا بهبة السماء عدى الإعتداء السافر على القانون وإلقاء القمامة والفضلات في كل مكان وبذيء القول في الشارع والهندسة الرديئة لمدننا دون جمالية أو ذوق رفيع
ثم نسأل مستغربين، لماذا لا يأتي السياح الألمان إلينا كدأبهم قديما؟
لم تدم إجراءات الأمن طويلا في بوابة قيادة القوات الأمريكية بإفريقيا لنجد أنفسنا في قاعة الإجتماعات أمام الناطق بإسم الأفريكوم "تشاك بريتشر" مصحوبا بالمغربي"مصطفى" لتأمين الترجمة إلى الفرنسية .
كنا مجموعة من الصحافيين التونسيين مرفوقين بالناطق بإسم وزارة الدفاع المقدم بلحسن الوسلاتي و"الرائعة" ماجدة الشرقي مساعدة الملحق الصحفي بسفارة الولايات المتحدة بتونس، وتزامنت زيارتنا مع زيارة وفد مغربي، جمعتنا قاعة الإجتماعات بمقر قيادة الأفريكوم وقد عز لقاؤنا والحال أننا أشقاء ونحمل حلما واحدا هو المغرب العربي الكبير ؟"شكون مازال يتذكر؟"
والسيد" تشاك بريتشر " قضى عشرين عاما من حياته ضابطا في جيش الإحتياط وعمل ثلاث سنوات بجيش البر قبل أن يعود إلى الحياة المدنية صحفيا، وهو متزوج وله ثلاثة أطفال .
بالمناسبة لا يوجد تجنيد إجباري في الولايات المتحدة الأمريكية بل يتطوع شبابها للخدمة العسكرية وفق عقود مضبوطة ويبلغ عديد الجيش الأمريكي 5 مليون أي نصف تعداد سكان تونس تقريبا بين عسكريين ومدنيين يشتغلون بالمؤسسة العسكرية ، ويرأس القوات المسلحة الرئيس الأمريكي وتخضع رئاسته لمراقبة الكونغرس الذي يضبط ميزانيات الموارد البشرية والتجهيزات، طرف ثان يراقب إدارة الجيش الأمريكي هو الشعب الأمريكي نفسه من خلال آلية التصويت لإختيار نوابه في الكونغرس.
أما عندنا فينتظر وزير الدفاع وقادة الجيش الوطني قرابة الساعة ليلتئم شمل لجنة الأمن والدفاع ، وعندنا يعتصم بعض نواب التأسيسي مطالبين بالمستحقات المالية وضمان الشغل بعد أن أصدعوا رؤوسنا ثلاث سنوات بتدخلاتهم وشطحاتهم وبهلونياتهم ...
طبعا لن نتحدث عن عزوف التونسيين عن أداء الخدمة العسكرية وسعيهم الحثيث لتدبر إعفاء بإفتعال مرض مزمن أو بالعثور على واسطة ، ثم تنطلق الألسن تتغزل بالوطن وحرمته والدفاع عنه، وقديما قال الشاعر
لا يخدعنك هتاف القوم بالوطن- فالقوم في السر غير القوم في العلن
أما قيادة القوات الأمريكية بإفريقيا فتأسست عام 2007 وكانت القارة "السمراء" سابقا تخضع لإشراف مزدوج من قيادة قوات أوروبا وقيادة قوات الشرق الأوسط
فيما ظلت مصر خارج مجال إشراف الأفريكوم و لم يجد محدثنا تفسيرا لهذا الإستثناء المصري، فيما رجح بعضنا أن يكون ذلك بسبب أهمية الدور المصري في الشرق الأوسط ولذلك ظلت ضمن دائرة إختصاص قوات الشرق الأوسط CENTCOM ،
وللولايات المتحدة الأمريكية ست قيادات إقليمية في العالم تحتضن شتوتغارت الألمانية إثنتين منها(قوات أوروبا وقوات إفريقيا)
ويشدد محدثنا على أن القوات الأمريكية لا تتدخل إلا بطلب أو بموافقة الدول المعنية وأضاف"نحن ننسق مع سفاراتنا في هذا المجال، وعموما مهمتنا تتمثل في تأمين الجانب العسكري للعلاقات التي تجمع بلادنا بالدول الإفريقية "
أما الجيش الأمريكي فينقسم من حيث القيادة إلى القيادة الإستراتيجية وقيادة النقل وقيادة العمليات الخاصة ، اما من حيث الإختصاص العملياتي فيشتمل على جيش الطيران وعلى البحرية وعلى جيش البر ، وتبرز قوات مشاة البحرية"المارينز" في مقدمة الجيش الأمركي وإحدى مفاخره فهم أول من يصل إلى ميدان القتال ، وفضلا عن قوات الجيش المتنوعة توجد قوات الحرس الساحلي التي تؤمن تطبيق القانون وأمن السواحل الأمركية وسلامة البيئة وتشارك في عمليات الدفاع الوطني متى إستوجبت الضرورة ذلك في أي مكان من العالم
وتمتلك كل ولاية من الخمسين ولاية المكونة لأمريكا جيشا خاصا بها ويعد حاكم الولاية القائد الأعلى لهذه القوات"المحلية" ويمكن في حالات معينة ان تخضع هذه القوات للسلطات الفدرالية ، ويضبط الكونغرس ميزانيات قوات الولايات وتخضع حاجياته ومستلزماته لكاتب الدولة للدفاع
*عقيدة الجيش الأمريكي؟
ثلاث مرجعيات اساسية تسير الجيش الأمريكي هي إستراتيجية الأمن القومي وسياسة الرئيس وتعليمات كاتب الدولة للدفاع وهي مرجعيات مضبوطة ومدونة ولا تخضع لمزاج أحد، حتى لو كان رئيسا ثوريا مسكونا بوهم المحاولات الإنقلابية والبحث عن البترول بعد أن ضاع الكرسي وإنفض المطبلون والإنتهازيون...
اما مهمة قوات الأفريكوم فتتمثل في تعزيز القدرة الدفاعية ومجابهة الأزمات والتهديدات للنهوض بمصالح الولايات المتحدة ودعم الأمن والإستقرار والرفاه
رفاه من؟ That s the question
وردا على سؤالنا الذي توجهنا به إلى مخاطبنا، رد" نحن ندعم التعاون الإقليمي والشراكة مع الدول الإفريقية والمنظمات الدولية "
أضفت سؤالا ثانيا"لماذا لم تحققوا هذا الرفاه منذ 2007 تاريخ تأسيس الأفريكوم؟ أنظر سيدي إلى حال إفريقيا اليوم؟ بوكو حرام وداعش وأنصار الشريعة؟ "
فضل محدثنا ان يرحل سؤالنا إلى موعد لقائنا بقائد القوات يوم الجمعة لأنه يفضل النأي بنفسه عن الأسئلة السياسية ، ولكنه شدد على أن الإستقرار والأمن والرفاه مطمح الجميع ورغبة جميع الدول وتحققها فيه مصلحة للولايات المتحدة وللدول الإفريقية وللعالم كله .
سألت" أنتم تتوزعون في كل العالم ، ألا يؤكد ذلك أنكم تمارسون دور شرطي العالم؟"
سؤال آخر قفز عليه محدثنا ، ولكنه أفادنا بعديد القوات الأمركية في أفريكوم، 1500 في مقر القيادة المركزية بشتوتغارت بألمانيا، وخمسمائة بين قاعدة "ماكديل" بفلوريدا وأنجلترا ، اما القوات الموجودة عمليا في القارة الإفريقية فعددها يوميا أربعة آلاف وتتكون جلها من عناصر في مهمات محددة زمنيا تكمل عملها وتغادر ، فيما يرابط ألفان في قاعدة عسكرية بجيبوتي
*الجنرال كينغسلي قائد أركان الأفريكوم...
في نهاية الفترة الصباحية حل بيننا مرحبا الجنرال" كينغسلي" قائد أركان الأفريكوم الذي يعمل بالجيش الأمريكي منذ أكثر من ثلاثين عاما ، كما جمعنا لقاء بأحد الضباط المسؤولين عن العلاقات مع موريتانيا والمغرب هو السيد "بارسنس" الذي كان قبل شهر في بلادنا في مهمة عمل .
الفكرة الأساسية التي يرددها الجميع دون إستثناء هي سعي الولايات المتحدة لمساعدة إفريقيا على تحقيق السلم والإستقرار، رغبة من الواضح انها لن تتحقق قريبا .
أما عن تونس فهي دولة صديقة للولايات المتحدة الأمريكية ، لا جدال في ذلك، وقد شاركت بلادنا في شهر فيفري الفارط في مناورات الأسد الإفريقي بأغادير المغربية ، مناورات شهدت مشاركة بلجيكا وألمانيا وهولندا والمغرب وموريتانيا
لماذا تغيبت الجزائر؟
لا توجد إجابة واضحة ولكن الولايات المتحدة وجهت دعوات للجميع وكل دولة تحدد موقفها بشكل مستقل ولا يعني غياب الجزائر عن "الأسد الإفريقي" أنها ستغيب مثلا عن المناورات القادمة ، لا يوجد موقف مبدئي
وخلال شهر ماي احتضنت بلادنا تدريبات حملت إسم فينيكس إكسبريس لمراقبة الحدود البحرية في المتوسط
حين تسأل عن ليبيا، ترد إجابة فضفاضة، نحن ننسق مع شركائنا؟
من هم شركاؤكم؟
وقتها ندخل عالم السياسة، هناك حكومة معترف بها دوليا في طبرق ولكن واقع الميدان يقول إن هناك حكومة تسيطر على جزء من ليبيا هي حكومة طرابلس وقوات أخرى تتقاسم النفوذ على أراض شاسعة ، والولايات المتحدة لا تريد أن تفاجأ بمسار الأحداث ولذلك فهي تتحدث مع الجميع ولقاء"مونترو" نهاية شهر جانفي الماضي جمع حتى رموز فجر ليبيا ...
تعلم الأمريكيون مما حدث لهم في بنغازي حيث قتل السفير، ضربة قالت وزيرة الخارجية آنذاك هيلاري كلينتون إنها هي من تتحمل مسؤوليتها ، ويقيم سفير الولايات المتحدة بليبيا حاليا بمالطا ، وردا على سؤال زميلتنا آسيا العتروس- الصباح"هل يخطط السفير إلى الإنتقال إلى تونس؟"
تأتي إجابة مقتضبة "ذلك من إختصاص الخارجية " ، هؤلاء أناس يحترمون حدود مهماتهم "كيفنا بالضبط" حيث يمكن ان يجيب وزير الثقافة عن سؤال يتعلق بالفلاحة مثلا ...
وترى الولايات المتحدة في الرئيس الموريتاني العسكري السابق محمد ولد عبد العزيز حليفا قويا ترقب قواته الحدود المتحركة مع مالي ، وقد إلتقى رئيس قوات الأفريكوم الجنرال "رودريغاز" في شهر فيفري 2015 بالرئيس الموريتاني لتعزيز العلاقات بين الجانبين، أما المغرب فهي حليف قوي وتقليدي للولايات المتحدة دون تحفظات ، وخلافا لما يردده فرسان الفيسبوك فعلاقات الولايات المتحدة العسكرية مع الجزائر جيدة وهناك تنسيق وتعاون بين البلدين ضمن أطر متنوعة ...
نأتي إلى مربط الفرس، العلاقات العسكرية بين تونس والولايات المتحدة، كيف هي؟
هي دون شك علاقات في أفضل حالاتها خلال السنتين الأخيرتين والثابت أن تتويج زيارة الباجي قائد السبسي إلى واشنطن بتوقيع مذكرة تفاهم تتيح لتونس الحصول على مرتبة الحليف الإستراتيجي من خارج دول الحلف الأطلسي ستمكن من تطوير العلاقات العسكرية بين البلدين ، رغم بعض التحفظات من هنا وهناك على مذكرة التفاهم التي سوقها البعض على أنها إتفاقية وقال آخرون إنها تفريط في سيادة تونس على أراضيها ...
كلام كبير ونحن أمة تهوى الشعارات الرنانة والكلام المنمق ...
حين سألنا مساعد رئيس بلدية شتوتغارت المكلف بالأمن هل يمكن لمدينتك ان تكون دون حضور عسكري أمريكي (يبلغ تعداده خمسة آلاف) رد الرجل دون تفكير "لا"
طبعا ، لا ندعو إلى توطين قوات أمريكية بيننا، والولايات المتحدة تعرف جيدا أن تونس لا يمكن ان تمنح أحدا لا هي ولا غيرها قواعد عسكرية، الأمريكيون هنا يقولون إنهم لا يحتاجون هذه القاعدة أصلا لأن قوات الأفريكوم موجودة بالولايات المتحدة أساسا ويتم تحريكها حسب المهمات و لاحاجة لوجودها على أرض القارة هذا ما سمعناه بوضوح من قادة الأفريكوم ، لكن "شكون يصدق؟"
كثير من سياسيينا وبعضهم جاءت به الصدفة الغبية يريدون من جيشنا أن يكون ناجعا بصفر خسائر وينتحبون عند وقوع اي جريح وينتصب بعض المتطفلين محللين منتحلين صفة خبراء عسكريين وبعضهم لم يؤد الخدمة العسكرية وينام في الثامنة مساء ولايغادر بالكاد بيته ....هؤلاء وأشباههم من المصابين بالحول الذهني يعبرون عن حساسية مفرطة تجاه أي تعاون مع أي طرف خارجي، بعضهم يقول إن جنرالات الجيش الجزائري غير مضمونين ويردد آخرون لا تتعاملوا مع رموز الإمبريالية ، ويطالبون جيشنا بنصر قريب ويساندون كل تحرك إحتجاجي ولو كان مؤذنا بالخراب ويزايدون على إتحاد الشغل ولم يكونوا يوما مستلطفين له ...
طبعا الكلام كثير، الصحيح منه، أن جيشنا بشهادات متواترة هنا في قيادة الأفريكوم تطور سريعا وبات أكثر فاعلية وجاهزية ، كلام يشرح القلب ويبث فينا شيئا من الطمأنينة، فضربات جيشنا ضد الإرهابيين أصبحت مؤلمة في أغلب الأحيان وبخسائر ضئيلة في صفوف جنودنا، ما الذي تغير ؟
تغيرت أشياء كثيرة لا مجال لكشفها، فالعبرة بالنتائج ولكن تعاون تونس مع أصدقائها وحلفائها مكنها من تحقيق هذه النقلة النوعية...
ماهو جنس التعاون مع الجيش الأمركي؟
الثابت انه فضلا عن المساعدات التي أعلن عنها في وسائل الإعلام (زوارق وتجهيزات عسكرية متنوعة...) فإن الولايات المتحدة توفر لجيشنا "المعلومة ذات القيمة المضافة" ليتولى جيشنا وقوات الحرس والأمن إستثمار تلك المعلومات الثمينة في إستئصال الإرهابيين "دون شفقة أو رحمة"
كاد محدثنا يقول"إتقوا الله في جيشكم وبلادكم" وكأن صدى" وينو البترول" بلغ مقر الأفريكوم في شتوتغارت رغم بعد المسافة ...

No comments: